نيويورك بوست تحذر من الاشتراكية

نيويورك بوست تحذر من الاشتراكية

تصرخ صحيفة «نيويورك بوست»: استيقظوا أيها النيويوركيون، إذا لم تكن المدينة حذرة، فإن الاشتراكية سوف تستولي عليها. الصحيفة مرعوبة من أن سكان نيويورك العاديين يحبون الاشتراكية، وأن الاشتراكيين البارعين جداً في التنظيم سوف يستولون على المدينة! هذا ما جاء في افتتاحية الجريدة بتاريخ الإثنين 21 أيلول 2020.

كتبت نيويورك بوست- ثاني أكبر صحيفة في نيويورك ورابع أكبر صحيفة في الولايات المتحدة- هذه الافتتاحية، محذرة من صعود تيارات يسارية خلال انتخابات مجلس المدينة في العام القادم 2021، وذلك لأن سكان نيويورك يبحثون للتصويت عمّن يؤيد برامج إعادة توزيع الثروة والسلطة من الأغنياء إلى الطبقة العاملة، والرعاية الصحية للفقراء، والدفاع عن حقوق المستأجرين، وتخفيض ميزانيات الشرطة المتضخمة، وزيادة وتحسين الإسكان العام، وإلغاء الإيجار في منتصف أكبر ركود في التاريخ الحديث.
ورغم مواصلة النيوليبراليين على ركوب هذه الموجات بمهارة، لدرجة وصفتهم صحيفة نيويورك بوست زوراً باسم «الاشتراكيين» خلال السنوات السابقة وهم ليسوا قريبين منها حتى في محاولة للتلاعب الإعلامي بوعي الجمهور العمالي وتوجيهه إلى مسارات أخرى. فإن الأزمة الرأسمالية تلقي بثقلها على كاهل السكان من انتشار وباء كوفيد 19 وحدوث الاحتجاجات وانهيار المنظومة الصحية الهشة أصلاً، والارتفاع في مستويات البطالة والتسريح التعسفي من العمل بنسب كبيرة في مدينة نيويورك، لدرجة أن الصحف صارت تستحضر أجواء الكساد العظيم عندما سيطرت لجان العاطلين عن العمل والمجالس العمالية على المدن، وألغت النقود من التبادل ونظمت الميليشيا العمالية لحفظ الأمن، واختفت الجريمة لأول مرة في التاريخ الأمريكي، كما صارت وسائل الإعلام تستحضر أجواء ما بعد الكساد العظيم في مدينة نيويورك التي لقبت باسم «عاصمة الشيوعيين» حيث المواكب الاحتفالية الضخمة التي تطالب بالسلطة السوفييتية في الولايات المتحدة.
كانت امبراطوريات الإعلام الأمريكي تصرخ في نيسان 2018 قائلة: منذ هذه اللحظة فإن كل الانتخابات التي ستجري في الولايات المتحدة ستكون على أساس: مع الاشتراكية/ ضد الاشتراكية. واليوم تحذر من سيطرة الاشتراكيين.
رغم التلاعب الإعلامي المفضوح هنا، وانعدام الخوف من المنظمات الاشتراكية الكلاسيكية، فإن الخوف الحقيقي هو من الحركة الشعبية والعمالية الصاعدة منذ سنوات في نيويورك وغيرها، وهو ما يدفع الصحف الكبرى لإطلاق التحذيرات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
985