الكتاب الأمريكيون يناقشون نهاية الرأسمالية

الكتاب الأمريكيون يناقشون نهاية الرأسمالية

يناقش الكتاب الأمريكيون آفاق مستقبل البشرية ونهاية الرأسمالية، ولا يمضي شهر دون صدور كتب جديدة حول الرأسمالية والاشتراكية في الولايات المتحدة.

سلطة الشعب ومشاعات الطاقة

يقول لينين: إن الشيوعية هي السلطة السوفييتية بالإضافة إلى كهربة البلاد كلها. وهنا أوضح لينين كيف أن التنمية الصناعية لم تكن ممكنة بدون الكهرباء، ومع التركيز الأساس على السلطة السوفيتية قال: إن الشيوعية هي مجتمع السوفييتات ومجالس العمال القائمة على الديمقراطية الجماهيرية، والتي سوف تتحكم وتدير وسائل الإنتاج.
فبالنظر إلى الأزمات البيئية الكبرى التي تواجهها البشرية، ولا سيما تغير المناخ، فإن «المهمة الكبرى» في عصرنا حسب آشلي داوسون هي إنهاء البنية التحتية للوقود الأحفوري، كما جاء في كتابه «سلطة الشعب: استعادة مشاعات الطاقة».
وهذه المهمة رغم أهميتها، فهي غير كافية بحد ذاتها لتفادي فوضى المناخ. بل يجب تفكيك النظام الرأسمالي أولاً، النظام القائم على الاستخراج المتطرف وعدم المساواة والعسكرة والاستعمار والدفع المستمر للبشرية نحو الانقراض.
لا نحتاج فقط إلى إزالة الكربون، بل إلى تغيير النظام العالمي أيضاً. وبالتالي، فإن النضال من أجل تحول الطاقة هو كفاح من أجل السيطرة العامة والجماعية على موارد الطاقة، ومن أجل السيطرة الديمقراطية على سلطة الدولة التي تشكل تطوير هذه الموارد. باختصار، إنه صراع من أجل ديمقراطية الطاقة.
وفي كتابه الجديد، يلقي داوسون نظرة انتقادية على نظام الطاقة الأمريكي الحالي. إنه مزيج فوضوي من شركات الطاقة ومورديها، وشبكة كهربائية غير مناسبة إلى حد كبير ونظام محاصر بمنطق التراكم الرأسمالي حول الوقود الأحفوري. إنه أيضاً نظام الطاقة الذي كان في قلب التحول والصراع الطبقي منذ ولادة عصر الكهرباء في الولايات المتحدة وجشع شركاتها.
كيف يمكن أن يساهم التحول القادم للطاقة في تغيير علاقات الإنتاج والتبادل القائمة على التضامن بدلاً من الاستغلال؟ إذا كان انتقال الطاقة في الماضي يميل إلى تكثيف سلطة النخب، فهل يمكن أن يساعد التحول الحالي للطاقة في إحداث تحول أوسع نحو علاقات اجتماعية أكثر مساواة وديمقراطية؟
يسلط داوسون الضوء على النضالات الاجتماعية والجماعية التي قاتلت لتوفير الطاقة لأولئك الذين يفتقرون إليها، وللتحرك نحو الطاقة المتجددة. وركز داوسون على الحركات الألمانية التي كافحت بشكل جماعي لتأسيس تعاونيات محلية متجددة وما شابهها، متجاوزة الشركات الكبيرة. كما يشرح داوسون، بأننا بحاجة إلى الديمقراطية الحقيقية والتحكم والإدارة من الأسفل.
كتاب أشلي داوسون نقد مدمِّر لرأسمالية الوقود الأحفوري. ودعوة إلى حمل السلاح من أجل نهج تحولي للطاقة، يضع الملكية الجماعية والديمقراطية وحقوق واحتياجات الجميع في قلب النضال من أجل كوكب مستدام.

البيئة والاشتراكية

يناقش جون بيلامي فوستر في كتابه الجديد «عودة الطبيعة: الاشتراكية والبيئة» آراء ماركس وإنجلز حول البيئة. كما يتحدث عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وعن آراء العالم البريطاني هالدين والسوفييتي ألكسندر أوبارين مؤلف كتاب «أصل الحياة».
في فكرة ضرورية تظهر في جميع أنحاء الكتاب، يتحدث فوستر عن الحاجة إلى تطبيق مقاربة مادية ديالكتيكية للحياة العضوية، بما في ذلك عن الإنسان العاقل منذ ظهوره حتى اليوم لمواجهة خطر الانقراض القادم، فالمادية الديالكتيكية ضرورية، لأن التهديدات المتزايدة للعالم الطبيعي تهدد العالم الاجتماعي. لقد فهم إنجلز هذا تماماً، وهو الذي كتب عن استغلال جبل الألب وقطع غابات الصنوبر، التي أدت إلى حرمان الينابيع الجبلية من المياه أغلب فترات السنة، بالإضافة إلى حدوث السيول الشديدة الغاضبة خلال مواسم الأمطار.
بالنسبة لكل من ماركس وإنجلز، ظهر دور الطبيعة، لأن الأمراض التي كانت تعصف بأوروبا في ذلك الوقت كانت إلى حد كبير نتاج انتزاع البشر الرأسماليين من وجودهم الريفي الطبيعي. كجزء من التراكم البدائي للرأسمالية، التراكم الذي دفع المزارعين إلى الأحياء الفقيرة الصناعية الكبرى التي تولد الكوليرا والأمراض الفتاكة الأخرى، تماماً كما يحدث اليوم.
كما يتحدث الكتاب عن مؤلفات عديدة في القرن العشرين انتقدت النهب والتدمير الرأسمالي للبيئة، وينطلق وصولاً إلى اليوم، إلى تحذيرات العلماء من الانقراض القادم. بالإضافة إلى ذلك، يجادل حول نظريات بيئية مختلفة وضرورة وجود الدور اليساري حالياً لمواجهة التخريب الرأسمالي للبيئة.

موجز تاريخ الرأسمالية التجارية

في كتابه الصادر في شيكاغو مؤخراً «موجز تاريخ الرأسمالية التجارية»، يقول جايروس باناجي: إن النظرية والتاريخ متشابكان بإحكام: بدون تاريخ، تنتهي النظرية بـ «تجريد سيء»، بدون نظرية، فإن وضوح التاريخ محكوم عليه بالفشل. ويوضح باناجي الفجوة الهائلة الموجودة بين المفهوم الراسخ للتاجر/ رأس المال التجاري باعتباره وكيل التداول وتاريخه الفعلي حسب رأيه.
يلعب رأس المال التجاري الذي يظهر في الكتاب دوراً حاسماً في تكوين الرأسمالية وتطورها، وبقي «مهيمناً إلى حد كبير حتى العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، لما يقرب من أربعة أو خمسة قرون. ومارس الرأسماليون التجاريون سلطتهم ليس فقط على شبكات التجارة والبنى التحتية التجارية، ولكن أيضاً على عمليات الإنتاج في المستعمرات والمدن على حد سواء.
يقدم باناجي تاريخاً تخطيطياً لطفولة الرأسمالية، وعلى وجه التحديد لرأس المال التجاري ودوائر تراكمه العالمية من خلال الاعتماد على مجموعة متنوعة من السجلات التاريخية المباشرة، مثل: كتابات السفر ودفاتر وسجلات ورسائل ومذكرات.
ويعود باناجي بمصطلح إلى فترة تاريخية طويلة من مرحلتين رئيستين، الأولى: سيادة البندقية/ جنوة في القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر، والتدخل البرتغالي في المحيط الهندي في القرن السادس عشر. أي: حوالي مئة عام. الثانية: رأسمالية شركات الهند الشرقية الهولندية والإنجليزية خلال أوائل القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر، والتي تنتهي بـ «ظرف اقتصادي جديد جذرياً» في القرن التاسع عشر الطويل، حيث يلعب رأس المال التجاري دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي. ويستشهد باناجي من ملاحظات ماركس وكتاباته في «رأس المال» حول الرأسمالية التجارية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
985
آخر تعديل على الإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020 13:22