كورونا والحرب الإعلامية
وباء الكورونا يغزو العالم! لا شكَّ أن الموضوع خطير، ولن نخوض في مدى خطورته. ومن وراء حرب الكورونا ضد شعوب العالم، تجري حرب إعلامية لا تؤتي بثمارها!
استغلت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تفشي هذا الوباء لتطلق نار الإعلام نحو أهداف سياسية محددة. ففي الأسبوع الأخير فقط، انتشرت بكثافة مواد إعلامية وأفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية ومواد خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي تهاجم الصين والاتحاد السوفييتي بكثافة.
وهكذا كانت الصفعات موجهة ضد الاتحاد السوفييتي والصين، وبدأ النحيب والعويل الإعلامي على أيتام فاشيي القرن العشرين الذين حاولوا تحطيم الاتحاد السوفييتي في أربعينات القرن الماضي، وتذكرت وسائل الإعلام تلك الدولة الآسيوية التي لا تعترف بها الخرائط «تايوان» ليصب القصف الإعلامي على الثورة الصينية من وراء ذلك.
وفي واحدة من أغرب المواد المتداولة هي محاولة ربط وباء كورونا بالصين بطريقة سخيفة، إذ تقول هذه المادة التي انتشرت عبر وسائل التواصل:
«هل خَدَع «الصينيون» العالم بـ «فيروس كورونا» وأنقذوا اقتصادهم؟ هذا ما يظنه الأمريكيون والأوروبيون، بعد أن باعوا أسهمهم في شركات تكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية، بأثمان زهيدة للحكومة الصينية! ولأن الصين تعلم علم اليقين، أنَّ الأوروبيين والأمريكيين يبحثون عن ذرائع للإيقاع بالاقتصاد الصيني وإفلاسه، فقد ضحت الصين ببعض المئات من مواطنيها، عوضاً عن أن تضحي بشعب بأكمله».
وهكذا جرى تحميل الصين تداعيات الأزمة الرأسمالية الحالية، وتصويرها كدولة مؤامراتية. أما الرِّواية الأمريكية الطريفة الأخرى فتقول: أرسلت إيران أشخاصاً لنشر الكورونا في إقليم كردستان للنيل من الإقليم!
في مقابل هذه الحرب الإعلامية، نشر الإعلام الإيطالي كاريكاتيراً تبدو فيه إيطاليا وهي تنهار، وتحاول الصين إنهاضها من جديد، بينما يتربص بها الموت حاملاً علم «الاتحاد الأوروبي» الاتحاد الذي ترك إيطاليا لمصيرها بينما مدت الصين الاشتراكية يد المساعدة الإنسانية للطليان.
كما انتشر خبر الانتصار الصيني على وباء كورونا في بلادهم الضخمة، وتداول الناس هذا الخبر حول العالم متجاوزين الحركات الطفولية للحرب الإعلامية الرأسمالية ضد شعوب الشرق، تلك الحرب الإعلامية التي لم تعد تعطي ثمارها مؤخراً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 957