أغنيات الثورة والغضب
لؤي محمد لؤي محمد

أغنيات الثورة والغضب

ألا هل أتاك حديث الملاحم، وذبح الأناسيّ ذبح البهائم، وقصة شعبٍ تسمى: حصاد الجماجم، ومسرحها قريةٌ اسمها: كفر قاسم.

توفيق زيّاد

ابن مدينة الناصرة
توفيق أمين زيّاد، شاعر وكاتب من فلسطين وقائد سياسي شيوعي، ولد في مدينة الناصرة عام 1929 وتوفي سنة 1994.
درس أولاً في الناصرة ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي. شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية داخل الأرض المحتلة، وناضل من أجل حقوق شعبه. وكان من وجوه الحركة الشيوعية البارزين في الأرض المحتلة ورئيساً لبلدية الناصرة.
هو كاتب القصائد التي تحوّلت إلى أغان وأصبحت جزءاً من التراث الحي لأغاني المقاومة الفلسطينية في القرن العشرين. بالإضافة إلى ترجماته للأدب الروسي وأعمال الشاعر التركي ناظم حكمت.
في صفوف الشعب
لعب توفيق زيّاد دوراً مهماً في إضراب يوم الأرض الفلسطيني في 30 آذار 1976، عندما تظاهر آلاف الفلسطينيين دفاعاً عن الأرض.
ظل توفيق مستهدفاً من السلطة طيلة حياته، حيث اعتبر واحداً من الرموز الأساسية لصمود الشعب الفلسطيني وتصديه للصهيونية. وتعرَّض إلى عدد من الاعتداءات التي تعرض لها بيته، حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية. وفي كل يوم إضراب عام للجماهير، هاجموا بيته بالذات، وعاثوا فيه خراباً واعتدوا على من فيه. قصته في يوم الأرض معروفة، عندما حاول الاحتلال إفشال إضراب يوم الأرض 30 اذار 1976 الذي أطلقته لجنة الدفاع عن الأراضي. لكنه اُثبت لهم أن القرار قرار الشعب، والشعب أعلن الإضراب ونجح وكان شاملاً، فنظم الاحتلال اعتداءاته وقتل الشباب الستة وجرح المئات، وهاجم بيت توفيق زيّاد، وكان الضابط الصهيوني يقول لرجاله: طوقوا البيت واحرقوه.
تكرر الاعتداء عام 1982 وفي إضراب 1990 وأثناء مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994، وفي مرات كثيرة أصيب أفراد عائلته وضيوفه بالجراح جراء الاعتداءات. وكان الصهاينة ينفذون الاعتداءات وهم يبحثون عن توفيق زيّاد شخصياً. غير أنَّ أبشع الاعتداءات كان في أيار 1977 قبيل انتخابات الكنيست، إذ جرت محاولة اغتياله، ونجا منها بأعجوبة وحتى اليوم لم تكشف الشرطة الصهيونية عن الفاعلين، لكن توفيق زيّاد عرفهم واجتمع بهم وأخبروه عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.
أشدّ على أياديكم
لتوفيق زيّاد العديد من الإعمال الأدبية من أشهرها «أشد على أياديكم» المنشورة عام 1966.
وله العديد من الأعمال الشعرية: أشدّ على أياديكم مطبعة الاتحاد حيفا 1966، ادفنوا موتاكم وانهضوا، دار العودة بيروت 1969، أغنيات الثورة والغضب بيروت 1969، أم درمان المنجل والسيف والنغم، دار العودة، بيروت، 1970، شيوعيون، دار العودة، بيروت، 1970، كلمات مقاتلة، دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1970، عمان في أيلول، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1971، تَهليلة الموت والشهادة، دار العودة، بيروت، 1972، سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة، مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973، السّكر المُر، بأسناني، سمر في السجن، صور من الأدب الشعبي الفلسطيني، صدرت في بيروت وغيرها من الأعمال.
من قصيدة «شيوعيون»
قالوا: شيوعيون. قلت: أجلهم ... حُمراً بعزمهم الشعوب تحرر
قالوا شيوعيون: قلت منية ... موقوتة للظالمين تقدر
قالوا: شيوعيون. قلت: أزاهر ... بأريجها هذي الدنا تتعطر.
يا سائلي لا تستتبُّ أمورنا ... حتى يظللنا اللواء الأحمر
قلب المتاريس الحصينة
يقول في قصيدته «شـهيدة»:
هذه الطفلة، في جبهتها/ خمسُ رصاصاتٍ/ وشمسٌ/ وشهادة/ عينها قبَّرةٌ حمرا/ وخدّاها عبادة/ سقطت زنبقةً من ذهب/ في شارع الحرية الطالعِ/ من قلب المدينة/ شارع الحريّة الطالعِ.
من قلب الزقاقاتِ/ ومن قلب المتاريس الحصينة/ سقطت تهتف للنّصر/ كياناً وسيادة/ فهي في القلب هتافٌ/ وعلى العنق قلادة/ وهي عنوان كتابِ/ وهي تاريخ ولادة.
عشرون مستحيل
في اللّد والرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع نعرى نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغِضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
في اللّد والرملة والجليل
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبنا جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا ولا نرحل
وبالدم الزكي لا نبخل لا نبخل لا نبخل
هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل
كأننا عشرون مستحيل
في اللّد والرملة والجليل
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
الناصرة تحيي ذكرى زيّاد
أحيت مدينة الناصرة الذكرى الـ 25 لرحيل الشاعر والقائد الفلسطيني توفيق زيّاد، وسط حضور حشد غفير من أهالي المدينة، وكافة المدن والبلدات الفلسطينية المحيطة، في احتفالية شهدت إعادة تلحين لرائعة زيّاد «أناديكم» وعرض فيلم حول حياته وأعماله.
وافتتح حفل التأبين بقصائد للشاعر الراحل ألقتها ابنته وهيبة زيّاد، كما قرأت مقتطفات من رسائل شخصية وصلت للعائلة التي كانت في وقتها تقيم في العاصمة التشيكية براغ، بينما اضطر توفيق للعودة للناصرة بسبب الانتخابات عام 1974.
وتحدثوا عن دور زيّاد المثابر في مخيمات العمل التطوعي التي شهدتها مدينة الناصرة. ومشاركته في العديد من المؤتمرات الدولية منها مؤتمر التضامن مع الشعب الفلسطيني في بروكسل عام 1980، وفي العاصمة التشيكية براغ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
926