نغمة هوليوود الأخيرة
لؤي محمد لؤي محمد

نغمة هوليوود الأخيرة

شاهد ملايين الناس حول العالم كيف احتوت الأفلام السينمائية التي تنتجها هوليوود منذ 1947 وحتى اليوم على رسائل مباشرة وغير مباشرة معادية للماركسية والحركة العمالية والاتحاد السوفييتي.

يبدو أن هذه النغمة لم تعد تنفع لوقف الحركة العمالية المتصاعدة في الغرب، فقررت هوليوود الانتقال إلى نغمة قد تبدو جديدة، ولكنها مغرقة في القدم. هي ذات النغمة التي عزفتها البرجوازية في أوروبا بعد ثورات 1848، وذات النغمة التي عادت البرجوازية لعزفها في العالم بعد ثورة 1917.
بدأت إمبراطوريات السينما والإعلام والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات دينية أمريكية كبرى تنشر فكرة محددة بكثافة، تقول تلك الفكرة: نحن مذنبون، لأننا ندمر الكرة الأرضية! أجل فالكرة الأرضية تتعرض للتدمير، ولكن من يدمرها بالضبط؟ تصور هوليوود هذا الموضوع وكأنّ الذي يحطم الحياة في الكرة الأرضية هو الصياد المسكين الذي يصطاد طريدة تسكت جوعه، وهو عامل المطعم أو المقهى أو المطار أو العامل الزراعي. هكذا إذاً، فأصحاب الأجور الزهيدة يحطمون الكرة الأرضية، لذلك سيعاقبهم الله قريباً جريمتهم الكبرى.
سمحت هوليوود لنفسها انتحال صفة الإله، في إهانة كبرى لمشاعر المؤمنين حول العالم، عبر تحديد من سيعاقب ومن سينجو من العقوبة القريبة، وعبر إعادة تصوير قصص الأنبياء كما تريدها هي، وليس كما حدثت بالضبط. وهكذا على سبيل المثال يصور فيلم «نوح 2014» هذه الفكرة ويؤكد على مقولة: الإنسان البسيط المذنب. واحتوى فيلم الملوك والآلهة 2014 على نفس الأفكار مع شيء من المسحة الصهيونية. بينما سمح القائمون على فيلم Left Behind 2014 تصوير يوم القيامة حسب رؤية هوليوود ورأس المال، والتأكيد على فكرة موظف المطار المذنب وعامل المقهى المذنب وغير ذلك.
ولكن، أين ذنب الرأسمالية في كل ذلك؟ أين ذنب الشركات الكبرى التي تقتل الحياة في كل مكان؟ وأين ذنب ملوك الحروب والمال؟ هناك من يريد إخفاءها وتوجيه ملايين البشر المضطهدين نحو تحويل مسؤولية الاضطهاد والاستثمار القاسي بحقهم في الحياة إلى المنهوبين أنفسهم، وتبرئة مجرمي المال والعسكرة من هذه الجرائم.