رسام الكاريكاتير عبد الله بصمه جي.. يترك بصمته.!
رحل رسام الكاريكاتير السوري الحلبي الساخر في وقت الذروة من سخرية الواقع والأحداث التي تمر فيها سورية والمنطقة، بعد أن ترك بصمته الواضحة فكرياً وثقافياً وفنياً.. رحل في وقت الذروة التي نحتاجها لقلمه وريشته لتسليط الضوء على مأساة الشعب السوري، التي لم يتوان في تناول معاناته الاقتصادية والاجتماعية نتيجة التهميش والنهب والفساد، والتي كانت هي الأرضية الخصبة لما يحدث حالياً.
الفنان عبد الله بصمجي الذي اتخذ بصمة الإبهام توقيعاً له، توفي يوم الجمعة 23/2.
أقام المركز الثقافي في أبي رمانة الثلاثاء 27/2 معرض- استعادة- تكريماً لروح الفنان الراحل، الذي شمل 19 لوحةً من أعماله، اثنتان منهما مزدوجتان، وتناولت اللوحات العديد من المواضيع والأفكار، منها: القضايا الوطنية، وخاصة فيما يتعلق بالموقف من أمريكا والصهيونية، والأنظمة الرجعية النفطية، والدكتاتورية القمعية، ودور المثقف الانتهازي، وتزييف الوعي وتزوير الحقائق ومواجهة الطغيان، ومعاناة الناس الفقراء طبقياً: الاقتصادية والاجتماعية من النهب والفساد والغلاء. وكانت رسوماته ساخرة ومشاغبة ببساطتها لكنها عميقة في أفكارها والتصاقها بالناس البسطاء، كما تميز الفنان عبد الله بصمه جي باعتماده على الألوان الحارة والمساحات اللونية الكاملة دون فراغ، والحركة لشخصيات رسوماته، بخلاف ناجي العلي مثلاً الذي اقتصرت لوحاته الرسومات بالقلم الأسود ولم يستخدم الألوان، أو بخلاف محمود كحيل الذي يلون جزءاً من رسوماته.
لوحات المعرض كانت غنية ومتنوعة بأفكارها، وجذابة ومثيرة في أشكالها، منها:
لوحات تعكس الهموم العامة للإنسان العربي، من جهة ما يحاك له من مشاريع دولية، ومن جهة هيمنة الحاكم العربي وممارساته ونهبه وتفكيره، ولوحات تعكس حالة المواطن بين وحشية الأصولية، وهيمنة الدولة، حيث المواطن الفقير يحمل عصا توازن كلاعب سيرك، ويسير على سلك مربوط بعمودين الأول: يمثل الدين، والثاني: الدولة، وتحته تمساح فاغر لفيه ينتظر سقوطه ليلتهمه، وأخرى المواطن يقف خلف قضبان زنزانةٍ مشكلةً من كلمة الماضي.
الفنان السوري عبد الله بصمه جي من حلب مواليد 1957 ولد وتوفي فقيراً يوم 23/2/2018 بدأ حياته الفقيرة كرياضي ولاعب كرة سلة في حلب، ثم انتقل إلى دمشق وعمل مصوراً للأعراس في جرمانا، لكي يعيش، وبدأ حياته الفنية في بداية الثمانينات في العديد من الصحف المحلية، في فن الكاريكاتير ورسوم الأطفال، ثم العديد من الصحف والمجلات العربية، حيث وصل عدد الصحف التي نشرت أعماله حوالي 11 صحيفة، ومنها:
الثورة السورية ما بين عامي 1982-1988، وصحيفة الموقف الرياضي ما بين عامي 1986-1988، ومجلة «الأسبوع الضاحك» اللبنانية عام 1988، والشركة الشرقية للمطبوعات اللبنانية عام 1988، ومجلة «الكفاح العربي» اللبنانية ما بين عامي 1990-1992، ومجلة «سامر» اللبنانية قصص مصورة للأطفال ما بين عامي 1990-1991، ومجلة «هزار» اللبنانية قصص مصورة للأطفال ما بين عامي 1990-1992، ومجلة «الناقد» اللندنية ما بين عامي 1990-1992، وصحيفة «الوحدة» الإماراتية ما بين عامي 1992-1994، وصحيفة «الكفاح العربي» اللبنانية مرة أخرى ما بين عامي 1997-1999، وصحيفة «الوطن» السعودية.
ونجح كثيراً في انتقاداته، وتهرب كثيراً من مقص الرقيب الذي يحيط بالمواطن والمبدع من الجهات كلها وحتى في داخله، ونزع إلى التحرر منه وانتقده علناً.