لست ماركسياً

لست ماركسياً

خلال حياته، لم يكن الصداع يصيب رأس ماركس بسبب خصومه فحسب، بل كان ذلك في الغالب بسبب سيل «المثقفين» الذي آمن بفكرته.

في العام 1880، ذهبت ابنة ماركس، لورا، وزوجها بول لافارج، في زيارة إلى لندن حيث يقيم ماركس، وطلب لافارج من ماركس مساعدته في صياغة برنامج «الحزب العمالي» الذي كان ينوي تأسيسه في باريس. وبعد إقرار البرنامج مع بعض التعديلات في مؤتمر الحزب الجديد، نشأ خلاف بين ماركس، وقادة هذا الحزب، حول الغرض من القسم الخاص بالجانب الاقتصادي في الوثيقة. فبينما كان ماركس يرى أن المطالب المتضمنة في هذا القسم، يمكن أن تشكل مادة تعبئة في الوسط العمالي، باعتبار أن المطالب قابلة للتحقيق، في أمد زمني غير بعيد، وفي إطار النظام الرأسمالي نفسه، كان لافارج يرى في هذه المطالب الاقتصادية المباشرة «وسيلة لفضح التيار السياسي المسيطر في فرنسا» بحيث يقود الرفض الذي يتوقعه لهذه المطالب، من قبل هذا التيار إلى «تحرير البروليتاريا من آخر أوهامها الإصلاحية وإقناعها باستحالة تفادي ثورة عمالية كبرى على غرار الثورة الفرنسية الكبرى».
اتهم ماركس صهره بول لافارج، بإنكار أهمية النضالات من أجل تحقيق إنجازات مباشرة للعمال، حتى في إطار النظام الرأسمالي. وعندما كتب لافارج كتاب «الحق في الكسل» الذي هاجم فيه «نزعة العمال للعمل المضني»، نقل فريدريك إنجلس عن ماركس عبارته الشهيرة التي قال فيها: «إذا كانت هذه هي الماركسية... فمن المؤكد أنني، أنا، لست ماركسياً».