افتحوا الكون
عام 1977 قرر المسرحيان السوريان سعد الله ونوس وفواز الساجر تأسيس فرقة المسرح التجريبي، وعن تلك المرحلة، تحدَّث ونوس: «جلستُ وفواز في أحد المطاعم القريبة من المسرح. والآن!! قالهـا وهو يغصُّ بالبكاء، أجبت: ألن نعمل في التجريب! المسـرح ما زال فكرة في أذهاننـا، والجميع ينتظرون الكيفية التي سنحقق بها فكرتنا. قال: ومن يضمن أن عرضنا القادم لن يطوى؟ أجبته: لا أحد، قدرنا أن نعمل بلا ضمانات... بعد قليل كفكف دمعته وانغمسنا في حلمٍ جديد».
وكان العمل الأول للفرقة الوليدة عرض «يوميات مجنون» عن نص للكاتب الروسي، نيكولاي غوغول، وبعدها مسرحية الكاتب الألماني، برتولت بريخت «توراندوت مؤتمر غاسلي الأدمغة»، والتي مُنع عرضها من قبل السلطات السورية في اليوم الذي كان يحاول فيه الساجر مع الفرقة تقديم عرض البروفة الجنرال، لكن القمع لم يمنعهما من الاستمرار.
خلال تأبين الساجر في عام 1988، قال ونوس: «أنا قد يسعفني الحظ ويندمل جرحي... أما المسرح فقد يطول به الانتظار حتى يسترد الألق الذي انطفأ حين توقف قلب فواز الساجر».
وعُثِر على قصاصة ورق في جيب الساجر، كتب فيها: «عصرنا هذا هو عصر الضيق، أكلنا ضيِّق، شرابنا ضيِّق، زيُّنا ضيِّق، مسكننا ضيِّق، مرتبنا ضيِّق، تفكيرنا ضيِّق، قبرنا ضيِّق، مطعمنا ضيِّق، أفقنا ضيِّق، عدلنا ضيِّق، عالمنا ضيِّق، مصيرنا ضيِّق، موتنا ضيِّق، قبرنا ضيِّق، الضيق، الضيق! افتحوا الأبواب والنوافذ.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الأرض والسماء.. سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون...».
الأكيد، أن الكثير والكثير والكثير من السوريين لن يتمكنوا ربما من التعرف على فواز الساجر دون الاستعانة بـGoogle...