توماس أكتون - غاري موندي توماس أكتون - غاري موندي

الغجر ثقافةً وهويةً

رغم سجلهم الثقافي اللامع لم يواجه الغجر سوى الاضطهاد والنبذ أينما حلّوا، فكثير من شعوب الأرض كانت تستهجن هؤلاء الغرباء بحللهم وأشكالهم التي تدعو إلى الريبة. أسلافهم الذين غادروا الهند من أكثر من 1000 سنة خالطوا كل ثقافة وجدوها في طريقهم، واستطاعوا أن يتوغلوا في كثير من الثقافات الشرقية الأوروبية، كالإسبانية على سبيل المثال.

تقديم وترجمة: لين قاروط

بين يدينا كتاب «الغجر ثقافةً وهويةً» وهو بمثابة نظرة أنثروبولوجية وتاريخية للثقافة الغجرية، فناً وموسيقا، جنباً إلى جنب مع التطورات المعاصرة التي أُدخلت إلى الحياة الغجرية، من تعليم وصحة... إلخ. نتوقف عند الفصل الذي ينظر إلى النظريات الأساسية التي تميزت بها الدراسات التي تناولت الجماعات الغجرية.
قد يُعتقد أن هوية الرُّحل مشتقة من أصولهم. مهما كانت حقيقة هذا الأمر، إن النظريات التي يجريها الفلكلوريون حول أصولهم مستمدة إلى حد كبير من تصوراتهم الحالية لثقافة وهوية الرُّحل. من كل ما كُتب عن جذور الرُّحل الاسكتلنديين (مع حذف الأساطير الأكثر غموضاً التي لا تعد ولا تحصى) تبرز ثلاث نظريات رئيسية. أفضل طريقة لوصف خطوط الأفكار هذه هي النظريات: الفطرية والهندية والاندماجية. أولئك الذين يعتنقون النظرية «الفطرية» يعتقدون أن المسافرين/ الغجر لم يكونوا مهاجرين إلى البلاد كما الحال بالنسبة لـ«العِرق الغجري الصافي» بل كانوا السكان الأصليين. وقد لخص تيم نيت هذه النظرية الفطرية في عام 1971 في وثائقي الـ«بي بي سي» الذي حمل عنوان: «مُشاة الصيف».

ثانياً، النظرية «الهندية» تقدم المسافرين/ الغجر كالمهاجرين إلى اسكتلندا وبأن أسلافهم في شمال غرب الهند. قام علماء اللغويات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بتجميع أدلة لدعم هذا الرأي. أول مرجع عن الغجر في بريطانيا جاء في سجلات اللورد أمين الصندوق الأعلى في اسكتلندا في 1505 (مكريتشي 1894). تزاوَج الغجر/ الرُّحل الاسكتلنديون واختلطوا مع أمثالهم من المجموعات الغجرية/ المسافرة من الإيرلنديين والويلزيين والإنكليز. كان الغجر/ الرُّحل في جميع أنحاء اسكتلندا أعضاء في منظمات غجرية مقرها في بريطانيا.

ثالثاً، نجد في النظرية «الاندماجية» أنها تعتقد بأن هنالك انصهاراً بين السكان الأصليين والجماعات المهاجرة من القرن السادس عشر. حتى أولئك الذين يدافعون بشدة عن النظرية «الفطرية» مجبرون على الاعتراف أنه «كان هنالك بلا شك اختلاط اجتماعي بيولوجي بدرجة معينة، وبناء على ذلك إنه من الآمن القول بأنه لا يوجد الكثير من القوم الاسكتلندي الرُّحل اليوم دون لمسة من الدم الغجري المتغلغل بهم» كما قال هندرسون عام 1992. بغض النظر بأي من هذه النظريات يتمسك الكُتّاب، الغجر/ الرُّحل مصورون على أنهم من انحدر على السلم الاجتماعي مع مرور الزمن. تعتقد أيضاً النظرية «الهندية» أن الغجر انحدروا على السلم الاجتماعي من الترحيب بهم في البلاط الملكي إلى النبذ الاجتماعي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
542