صيدلية كتب: نيتشه اليوناني

«تقريري إلى غريكو ليس سيرة ذاتية، فحياتي الشخصية لها بعض القيمة، وبشكل نسبي تماماً، بالنسبة لي وليس بالنسبة لأي شخص آخر. والقيمة الوحيدة التي أعرفها فيها كانت في الجهود من أجل الصعود إلى درجة أخرى للوصول إلى أعلى نقطة يمكن أن توصلها إليها قوتها وعنادها؛ القمة التي سميتها تسمية اعتباطية بالإطلالة الكريتية».

هذا ما يكتبه الكاتب اليوناني العظيم نيكوس كازنتزاكيس في بداية سيرته الروحية والفكرية «تقرير إلى غريكو». الكتاب الذي سيتحول إلى ما يشبه الإنجيل لدى كثيرين، حيث تطالعهم فيه أسئلة الذات والآخر والحقيقة والذات الإلهية.. إلخ، من خلال تأملات حارقة مشبعة بخلاصات فلسفية لمؤلف كان دافعه في الحياة والكتابة هو البحث عن الله. يقول: «إنني أوقظ ذاكرتي لأتذكر. أحشد حياتي من الهواء، وأضع نفسي كجندي أمام جنراله، لكي أكتب «تقرير إلى غريكو». ذلك أن غريكو معجون من التربة الكريتية ذاتها التي عُجنت، أنا، منها. وهو قادر على فهمي أكثر من مكافحي الماضي والحاضر كلهم، ألم يخلف الآثار الحمراء نفسها على الصخور؟».

عبر كلماته العميقة، ورمزيته المفرطة استطاع كزنتزاكيس في «تقرير إلى غريكو» أن يقدم خلاصة تجربته، ويطرح الأسئلة التقليدية التي دارت في خلد كثير من البشر، ويجيب عليها بطريقة غير تقليدية تحمل الكثير من الفرادة والتميز، كما استطاع أن يلخص الأثر الكبير الذي تركته مجموعة من الشخصيات في بناء رؤيته ومنهم «المسيح، بوذا، لينين، نيتشه، وأوليس وغيرهم...»، حيث شكلت كلمة الصعود هاجساً لنيكوس، وقد كان لكل واحد من هؤلاء نبوءة تساعده على الارتقاء والصعود. كزانتزاكيس في سيرته هو ذاته في «زوربا» و«المسيح يصلب من جديد» و«الإغواء الأخير للمسيح».

معلومات إضافية

العدد رقم:
542