«المدى» مهرجانات في مهرجان

بتنا نسمع الكثير من الأحاديث عن الغربة التي تعيشها الثقافة على كافة الأصعدة، وعن بعدها عن الشارع، إلاّ أن مهرجان المدى هذا العام كما في العام السابق أثبت عدم صحة هذه الأحاديث، وأن الثقافة الجيدة تستدعي وتستقطب أكبر حجم من الناس.

إن الإقبال الكبير على الفعاليات التي أقامتها دار المدى في دورتها الثالثة، استطاعت تثبيت هذه المقولة: أن الثقافة الجيدة هي التي تبني علاقة جيدة مع المتلقي، وهي التي تؤسس لدوام هذه العلاقة.

هذه السنة كان المهرجان استثنائياً في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وبعد عمليات 11 أيلول، وتفاعل القضايا المرتبطة بالعولمة بعد هذه الأحداث، فجاء المهرجان معنوناً بـ(تحية للشعب الفلسطيني) وصبت معظم المحاضرات في هذا الاتجاه.

فن
إلى جانب مهرجان الكتاب للجميع وهو واحد من مشاريع دار المدى التي تصب في نشر الثقافة على الجميع، كانت هناك الكثير من الفعاليات الفنية والثقافية الأخرى بعيداً عن المحاضرات ذات الطابع الاقتصادي والسياسي، فغنى في حفل الافتتاح الفنان محمد منير والذي يعتبر واحداً من المطربين الذين لم يحاولوا اللحاق بموجة السائد واستطاع الظهور في زحام الأصوات الجديدة بطابعه الخاص والمؤثر دون إسفاف، وكان اختيار المدى لمنير هذه السنة ومارسيل خليفة السنة الماضية، وضوحاً في الرؤية مبتعدة عن كل ما يمكن أن يجر بالمهرجان إلى مواقع أخرى، كما كان من المشاركين في المهرجان أيضاً نصير شمة عازف العود العراقي وهذه هي المشاركة الثانية لشمة في مهرجان المدى لكن هذه المرة مع فرقة عيون، بالإضافة إلى عدد كبير من الأسماء اللامعة في عالم الفن.

إضافة إلى ذلك حاولت إدارة المهرجان أن تكون أكثر شمولية فأقامت عدداً من العروض السينمائية الجديدة والتي يعرض بعضها لأول مرة في سورية أفلام مرتبطة بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن عدد من أفلام السينما الإيرانية.
كما حاولت تقديم عددٍ من العروض المسرحية إلاّ أن معظم هذه العروض لم تقدم لأسباب تقنية أو أسباب خارجة عن الإرادة، فقدم عرض وحيد للمخرج العراقي عوني كرومي، وهو مسرحية السيد والعبد وهو واحد من النصوص القديمة والإشكالية في تاريخ المسرح ويندرج ضمن تجربة قديمة لكرومي.

المقهى الثقافي
إلى جانب الفعاليات المسائية كانت تقام مجموعة من الفعاليات الثقافية تحت اسم المقهى الثقافي، فتحت مجموعة من العناوين المرتبطة بقضايا ثقافية متنوعة، كالمسرح والسينما والأدب والصحافة، فاتحة الباب أمام حوار بناء.

 معارض
وضمن الرؤية الشمولية للمهرجان فقد كان هناك معرض دائم في صالة معارض المهرجان ضم عدداً كبيراً من التجارب كان أولها وأكثرها أهمية، التجربة التي تندرج في إطار تكريم محمد الماغوط، وهي محاولة لتقديم قراءة في نصوص من فنانين عرب وتقديم هذه القراءات من خلال أدوات هؤلاء الفنانين. فجاء معرض «تشكيليون يستوحون نصوص الماغوط» بالإضافة إلى معرضين للتصوير الضوئي الأول قامت به جمعية الصليب الأحمر الدولي بعنوان أعراس الجولان، والثاني للمصور العراقي انتشال تميمي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
173