ماذا تقول ياصاحبي؟

ـ قال له: أنا أفهم أن يكون لكل إنسان رأيه واعتقاده الخاص به، لكن الرأي والاعتقاد شيء، وإغماض العينين وصم الأذنين وتعطيل الإدراك شيء آخر تماماً.

* ماالذي دعاك لتقول هذا الكلام؟!

ـ دعاني قولك إنك لن تقرأ إلا ما «يعجبك»! وقولك إنك لست بحاجة إلى قراءة ما يقوله الآخرون.

* وما المشكلة في ذلك؟!

ـ المشكلة ياصاحبي أنك لن تستطيع أن تكَون رأياً صحيحاً يجنبك الانغلاق والتحجر والضياع.. وستكون شبيهاً بمن يعبر الشوارع وليس يعنيه فهم حركة المواصلات أو رؤية إشارات المرور!!

* إن ما يقولونه لي كاف لرؤية كل شيء!!

ـ وكيف تتأكد من أن ما يقولونه هو الصحيح.. إذا لم تبصر وتسمع وتناقش وتفهم الواقع. صحيح أن الواحد منا يطمئن إلى رأي صديق أو صاحب.. لكن ذلك لا يعني أبداً أن لا يكون لكل منا رأيه القائم على إدراكه وفهمه وتحليله للأمور.

* حسناً.. قل لي ماذا تريدون؟

ـ إننا نريد أن نقدم شيئا ًجديداً للحزب وإضافة جديدة للحياة السياسية في البلاد تنطلق من حيث انتهى الجميع.

* وكيف ستعملون؟!!

ـ سنعمل وسط الجماهير ومعها.. يقودنا عمل جماعي جدي.. الجميع فيه متساوون.. إننا نعمل لبناء حزب شيوعي سوري حقيقي ليس فيه أحد يسمى على أحد.. وفي بنائنا الحزبي لا مجالات للتيارات المرتبطة بأسماء أشخاص.

* وحول من ستلتفون؟!!

ـ إننا نعلن أننا لا نشكل مطلقاً مجموعة ملتفة حول رفيق بحد ذاته.. هذا هو إيقاعنا الجديد في الحياة الحزبية والسياسية في حزبنا وفي بلادنا.. إننا نلتف حول خط الحزب لنجسد سياسته في واقع الحياة عملاً ملموساً لصالح شعبنا ووطننا.

مهام كبيرة تنتظرنا.. تتطلب الإسراع في إنجاز بنائنا الحزبي وتوحيد الشيوعيين.. مما سيفتح المجال لظهور حزب شيوعي حقيقي وطليعي.. مستعيداً دوره الجماهيري المعروف، عائداً بتراثه الغني، مجدداً قواه كي يتلاءم مع الظروف الجديدة وهذا عملنا المشترك نحن الشيوعيين السوريين بعيداً عن عقلية الإقطاع السياسي والولاءات الشخصية، وكما قال الشاعر:

الحاملون همومنا في نبضهم       هيهات يبلي عزمهم جور الوضيع

إني قرأت على العيون شعارهم       قمم المصاعب تحت أقدام الشيوعي

فماذا تقول يا صاحبي؟!

* محمد علي طه

معلومات إضافية

العدد رقم:
170