«مزرعة القّبرة»: التراجيديا الأرمنية

فيلم «مزرعة القّبرة» من إخراج الأخوين باولو وفتوريو تافيان، ونتيجة لعدم توفر نسخة مترجمة عنه إلى العربية، فقد قام رئيس اللجنة الثقافية في الجمعية د.أنطون أبرط بترجمة الفيلم إلى العربية، وقام د.روبرت كريكور بتنفيذ الترجمة تحت إشراف الجمعية.
الفيلم يروي سيرة حياة عائلة الكاتبة، عندما تعرض الأرمن للإبادة الجماعية على يد العثمانيين عام 1915، وقد نالت هذه الرواية أكثر من خمس عشرة جائزة محلية وعالمية، وترجمت إلى أكثر من اثنتي عشر لغة عالمية، وقد قيل عن الفيلم: إنه لا يتعرض لتاريخ الإبادة الأرمينية فحسب، بل يدعو المؤسسات الرسمية التركية لإعادة النظر بتاريخهم بموضوعية.
«مزرعة القّبرة» صرخة من أجل تحقيق العدالة ودعوة للحوار، لا للانتقام. ويتميز بالمشاهد الإنسانية التي تعبر عن نبل الإنسان المجبول على المحبة والخير، رغم وجود الشر في جميع الأماكن.
نونيك أفاكيان، بطلة الفيلم، قدّمت صورة عظيمة للتضحية، مرة عندما خسرت حبيبها الضابط التركي في البداية، ومرة عند اضطرارها إلى عرض جسدها للجنود الأتراك من أجل تأمين لقمة خبز لأطفال عائلتها، ومرة ثالثة عند تخليها عن روحها من أجل إنقاذ بقية أفراد عائلتها، حيث قامت بتسليم نفسها من أجل إنقاذ الآخرين.. ولا يقل عنها موقف الجندي التركي يوسف الذي رفض الاقتراب منها عندما عرضت نفسها عليه، وأحبها كثيراً، وكذلك قيامه بقتل حبيبته نوني عندما طلبت منه ذلك، وكان أول شاهد في المحكمة لإنصاف الأرمن في محاكمة مجرمي الإبادة وأدان نفسه أولاً، وقبل الجميع.
«مزرعة القّبرة» فيلم جسّد مأساة شعب كامل من خلال قصة عائلة أرسلان الأرمنية التي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب على مرأى من جميع الأنظمة التي أخذت دور المتفرج، فراح هذا الشعب ضحية الصراعات الدولية والإقليمية والدينية..