أفلام قصيرة في جامعة البعث.. والكتّاب آخر من يعلم!
استضافت جامعة «البعث» بـ«حمص» الدورة الثانية من المهرجان السينمائي للأفلام السورية القصيرة.. وكان لافتاً اهتمام الطلاب بالتظاهرة اهتماماً كبيراً كما كتبت الصحافة، مما يؤكّد على ضرورة إقامة فعاليات ثقافية في جامعاتنا، لما في ذلك من أهمية اجتماعية وثقافية واستراتيجية، كون الطلاب الشريحة الأكثر فاعلية في الإدارة والإبداع وإحداث التغيير..
افتتح المهرجان بعرض فيلم «محاولة أخرى» وهو من تأليف الزميل جهاد أسعد محمد وإخراج عمار رضوان، وقد قام بأداء أدوار البطولة ميلاد يوسف ونسرين الحكيم، ويتحدث عن الضغوط التي يواجهها الشباب في محاولتهم الانعتاق من القيود الاجتماعية، وإحكام الطوق على أحلامهم وتطلعاتهم من خلال المؤسسات الاستبدادية الاجتماعية والسياسية والروحية.. وقد استقبله الحضور بكثير من التفاعل والإعجاب..
وكان برنامج العروض قد تضمن الأفلام التالية: «زيارة خاطفة والسلام» (بطولة: حاتم علي وديمة قندلفت- إخراج رامي حنا)، «رماد الذاكرة» (بطولة: فايز قزق، أحمد الأحمد- إخراج راما شرواني)، «أنا أتوب عن حبك» (بطولة: سمر سامي، جهاد سعد- إخراج ماهر صليبي). وعلى العموم تطرح هذه الأفلام أسئلة عميقة، وتمتاز بلغتها السينمائية الراقية مع أنها صنعت بالأصل لتكون أفلاماً تلفزيونية ضمن مسلسل «هذا العالم» الذي انتج عام 2006، لكن ظروفاً كثيرة جعلت المسلسل الأول من نوعه يخفق كثيراً خصوصاً في هدفه الرئيسي المزعوم، وهو صناعة سينما تلفزيونية، إلا أن هذه الأعمال تصلح أن تكون النماذج الأنصع عن الفكرة التي لاقت الكثير من التشويه.
من جهة أخرى لم يعلم مؤلف فيلم الافتتاح بالحدث إلا من خلال الصحف مما يعني أنه تم استثناؤه، وكأن مصير الكاتب أن يكون على الهامش على الدوام مع أنه حجر الأساس، ولدى سؤالنا للزميل جهاد أسعد محمد عن ذلك أجاب: «لا أعتقد أنه كانت لدى المنظمين نية في إقصائي.. إنما أرى أن الأمور سارت وفق السائد الاعتيادي.. أي الاحتفاء بالمخرج وأبطال العمل وخاصة إذا كانوا نجوماً، وإهمال الكاتب.. وهذا طالما حدث في المهرجانات والفعاليات المشابهة، ولسوف يستمر بالحدوث مع بقاء وترسخ هذه الذهنية لدى الكثير من العاملين في هذا الحقل.. طبعاً أنا سعيد بافتتاح المهرجان بفيلمي، وهذا يعد تمييزاً له واعترافاً بجدارته، ولكن ساءني كثيراً ألا أستشار، وألا توجه لي دعوة لحضور العرض، وهذا أضعه برسم منظمي المهرجان».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 405