«الدراما السورية» في حوار مفتوح

التقى الكاتبان الدراميان ريم حنا ونجيب نصير جمهوراً من المهتمين يوم الخميس الماضي في فندق «برج الفردوس» ضمن ندوة حوارية تناولت هموم الكتابة الدرامية وواقعها الحالي، وقد قامت بإدارة الحوار الروائية سمر يزبك التي أصرت على أخذ الحديث نحو «المطبخ الصغير الذي يعيش فيه الكاتب الذي يتعامل مع الصورة بوصفها منتجاً ثقافياً».

ريم حنا بدأت بالحديث عن الاختلاف الجذريّ بين الكتابة الدرامية وغيرها من الأجناس، لأنها عمل جماعي يرغم الكاتب على التخلي عن نرجسيته، حيث قالت: «كل ما أفكّر فيه أن العمل ليس لي، لأنّ هناك من سيتسلط عليه، هكذا سأتخلى عن نصّي، كما سيتخلّى عنّي». لكنّها مع ذلك تعتبر أنها تسعى إلى مشروع ثقافي، كما أكّدت. نجيب نصير أجاب عن سؤال يخصّ شراكته الدائمة مع الكاتب حسن سامي اليوسف، إذ رأى سرّ نجاح التجربة في كونها انطلقت من الاختلاف أولاً، فبينه وبين حسن «لا توجد رؤيا موحّدة، ولا قناعات موحدّة، ولا حياة موحّدة».. وعن سؤال يزبك حول آليات عملهما أوضح بأنه يكتب كميات كبيرة بعد نقاشات مطوّلة أوصلتهما إلى القصّة، ومن ثم يأتي دور الشريك في ضبط النص تقنيّاً ومعيارياً، لا سيما وأن اليوسف متخصّص أكاديمياً في السيناريو، ولعله الوحيد بين الكتاب الذي يحمل هذا التخصص بالإضافة إلى الكاتبة أمل حنا صاحبة «أحلام كبيرة»
النقطة التي أخذت حيّزاً كبيراً من النقاش كانت في النهاية الغريبة لمسلسل ريم حنا «رسائل الحب والحرب»، حيث يتم العثور على رسالة من الضابط السوري الذي يختفي، والرسالة الطويلة جداً تتضمن اعتذاراً عن كل ما حدث في لبنان، لأنه كان من منطلق المصلحة الوطنية. ريم أنكرت علاقتها كلياً ليس بهذه النهاية وحسب، بل بالحلقة الأخيرة كاملةً. وهنا أعيد الشريط المكرور حول العلاقة الإشكالية بين الكاتب والرقابة.
من جانب آخر أعاد نجيب نصير آراءه المعروفة بخصوص «الدراما التاريخية» التي يقول بأنها أعادت تكريس قيم بائدة، ولم تعمل على تفكيك التاريخ برؤيا تنويرية معاصرة. وثارت ثائرته على الأعمال الدرامية التي تقوم بالأساس على منجز معرفي إنساني كبير، لتنتج «دراما ضد الدراما»، حيث تقف ضد التفكير والعلم وقيم التنوير.
تحتاج الدراما السورية إلى الكثير من الندوات والدراسات مهما كانت طبيعتها، فقد آن الآوان إلى وقفة مراجعة نقدية للرؤى والأطروحات والمضامين في الدراما السورية، وفق الاعتبارات الفكرية والفنية والاجتماعية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
408