ماذا تقول ياصاحبي؟... عش رجبا تر عجبا

 مالي أراك اليوم متجهم الوجه، متوتر الأعصاب، شارد النظرات، مضطرب الخطوات، قلقاً مشوشاً؟

• حل عني يارجل... دعني وأرحني من سماع هذه الجمل والعبارات المحنطة.. ولاتعدني إلى لغة الإنشاء والصنعة البيانية التي ولت غير مأسوف عليها.

 على رسلك يا صاحبي فأنا في الواقع حزين لرؤيتك في هذه الحالة، ولن أبخل بالمساعدة الممكنة، ورغبتي أكيدة وصادقة في أن تعود ملامحك الطيبة إلى طبيعتها المألوفة.. رغم أننا في الهم شرق. أو كما قال الشاعر:

يعذبني أن أراك حزينة                   

 تجوبين درب الحياة الهجينة

 وتمضين تحكين لي عن أمان  

بساح الهوى مدنفات طعينة

 رفيقة عمري كلانا تعيس

 وأتعس منا هوىً لن نخونه

 فقل لي مابك؟

• مابين حكايته مريرة ويطول شرحه.

 فضض عن صدرك وأرح نفسك.

• ماذا تقول يارجل. إلى متى يستمر تكرار مثل هذه العبارات: فش خلقك وأخرج مكنون قلبك. وهل يفش الخلق أن نعيد ونعيد تبيان حالتنا.. إن الكلام سيطير في الهواء ولن يتغير من الواقع شيء!

 أنت مخطئ يا صاحبي، فشرح الإنسان لواقعه بداية لابد منها لفهم هذا الواقع ومن ثم لتلمس الحلول المناسبة له. والحديث عن معاناتنا لن يكون كلاماً في الهواء.. إنه المدخل إلى معرفة أسبابها وعوامل نموها واستفحالها ليكون العلاج صحيحاً وشافياً.

• وهل يفيد الكلام وطرح الأسئلة، والأجوبة معروفة للقاصي والداني.. للكبير وللقصير.

 اطرح أسئلتك واستفساراتك لنرى إن كان الجميع يعرف إجاباتها!!

• هذه بعض اسئلتي.. فاسمعها: لماذا تعاني جماهير شعبنا؟

- ماالذي أبعد الناس عن العمل السياسي والمشاركة الفعالة في الدفاع عن الوطن ولقمة العيش؟

- من وراء استفحال البطالة وجيش العاطلين عن العمل؟!

- من سرق البسمة من شفاه أطفالنا وعيونهم؟!

- لماذا كان السيد في عصر العبودية يوفر القوت لعبيده، ولايوفر «رب العمل» القوت لعماله؟

- وماذا يعني الشاعر بقوله:

 نحج إذا حجوا ونغزو إذا غزوا

 فأنى لهم وفر ولسنا بذي وفر؟!

 فماذا تقول يا صاحبي؟!

 

 ■ محمد علي طه

معلومات إضافية

العدد رقم:
227