أوراق خريفية... حدث في جزيرة الواه الواه
عارياً معصوب العينين، مقيّد اليدين، إلى الخلف طبعاً،فالحيطة والحذر واجبان.. تلافياً لاحتمال التهجّم على المحقق. وبادره هذا الأخير بالسؤال التقليدي التالي: اسمك، مهنتك، الحزب الذي تنتمي إليه؟
■ فهيم الشجاع، عاطل عن العمل، حزب البنفسج ...
•• نعلم أنّك بحزب البنفسج؛ ولكن من أي فصيل؟ هل أنت من جماعة الساق، أم الورق، أم التُويج، أم ما بعرف شـو... لم يعُد لنا شغل إلاّ رصد انقساماتكم يا أوباش!
■ من جماعة الثمرة اليانعة، المنضم إلى جبهة الزهور المتحدة التي يرأسها حزبكم الحاكم سيدي..!.
•• إذاً لماذا شتمت الحكومة بأقذع ما تحتويه قواميس السباب والشتائم وْلاه؟
■ سيدي! الله وكيلك كنت بلحظة غضب ... ولم أكن أقصد لا سمح الله التشهير بأحد.. ولكن لدى تقدّمي إلى وظيفة، لم أُقبل لعدم حصولي على موافقة أمنية، فذهبت لمقابلة رئيس النقابات... (مقاطعًا): وزير النقابات يا جحش ...!
•• سيّدي آسف! الحقيقة أنني لا أدرك الفروق الجوهريّة بينهما .. المهم بعد جهد جهيد قابلته وشرحت له وضعي... فصعقني بجوابه: (وهل تريدنا مخالفة القانون إذا كان ينص على ضرورة الحصول على موافقة أمنية من أجل تشغيلك؟ حلو والله!) فقلت له: ولكن القانون ليس مقدّساً.. ويمكنكم تغييره فأجابني ساخرًا: (أي عيش يا كديش...!( عندها غضبت وطار صوابي وقلت له: هيك وهيك فيك وبالقانون... وبقيّة القصة تعرفونها سيدي!.
■ هــه.. أنتم البنفسجيّون شاطرين بالحكي.. ألا تعلم أن سبّ الحكومة أو حتى رموزها، من أكبر الجرائم في هذه الجزيرة يا عرص؟!
•• أعرف سيّدي .. ولكن كما قلت لكم بأنني كنت بلحظة غضب.... يا عمّي التوبة.. خلاص.. سامحونا بقى... العمى !.
■ العمى بعيونك ولا ه! شو أنا ابن دورتك؟! دخول الحمام ليس كخروجه حبيبي.. ناقصْنا والله كم بلعوص بنفسجي يشغل الحكومة بتخرّصاته... شوف وْلا! الدبّان الأزرق سيعاني من البحث عنك ولن يجدك...
•• لكنني بالجبهة ياسيدي! ويُفترض بكم أن تأخذوا إذناً من قيادة حزبي باعتقالي أسوة بأعضاء برلمان الجزيرة... احتراماً لسياسة التحالف!!
■ بلا فلسفة وْلاه..! قانون الأحكام العرفية فوق الجميع ... وهلّق انزلْ بهالدولاب تنشوف بطولاتك.. (بعد الكرباج الثاني عشر، بدأت تعلو صرخات وأوجاع الرفيق فهيم الشجاع.. ولم يتوقف المحقق عن واجبه الوطني إلاّ لدى سماعه النشيد الوطني لجزيرته المنبعث من التلفزيون المجاور له. عندها أسبل يديه ووقف شامخاً باستعداد حتى نهاية النشيد..(.
■ ضيا اسكندر – اللاذقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 227