الأنترينت... مرآة لما يحصل في السجون الإسرائيلية
في خطوة غير مسبوقة قام الأسير الفلسطيني محمود الصفدي من مدينة القدس بإنشاء موقع على الانترنت، حيث يقوم بنشر مقالات وأخبار عن حياة الفلسطيني من وراء قضبان الاحتلال.
الصفدي، من نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حكم عليه بالسجن لمدة 27 عاما، بعد إدانته في محكمة إسرائيلية بتنفيذ عمليات فدائية، قضى منها 16 عاما وما زال يقبع في سجن عسقلان. وعلي الرغم من سنوات القهر بعيدا عن الحرية، إلا إن عزيمته بقيت صامدة وهو يعكف اليوم على دراسة موضوع التربية والتعليم في الجامعة المفتوحة، ويؤكد انه عاقد العزم علي مواصلة مـــــــــشوار التعليم حتى الحصول على شهادة الدكتوراه. وبإمكان كل مواطن الدخول إلى الموقع: www.safadacademy.com
ويشارك في حملة التواقيع من اجل ضمان حرية أبطالنا الأسرى، كما أن من يدخل إلى الموقع بإمكانه تسجيل بريده الالكتروني للحصول على أخبار الأسرى الذين يقبعون في غياهب سجون الاحتلال. وفي باب هل تعلم؟ كتب الصفدي: هل تعلم أن عدد السنوات التي أمضاها مجموع الأسرى القابعين حاليا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية الصهيونية والبالغ عددهم 7000 أسير تقريبا يصل مجموعها ما يقارب 22824 سنة، وهذا يوازي عمر البشرية منذ بدايات العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا. فتصور لو تم حساب السنوات التي أمضاها جميع الأسرى الذين دخلوا للسجون منذ بداية الاحتلال الصهيوني يقدر عددهم بنصف مليون أسيـــــر تقريبا، ويعتبر الأسير سعيد العتبة أبو الحكم أقدم الأسرى والمعتقلين حيث امضي حتى الآن 27 عاما، أي انه أمضي ما يقارب 9855 يوما، وتقريبا 520.236 ساعة، ووقف علي العدد اليومي 565.29 مرة. وفي المقابل لو حسبنا مجموع الساعات التي زار بها ذويه على مدار 27 عاما ، فيما لو افترضنا أنه لم يفوت أية زيارة فلا يتجاوز مجموع هذه الزيارات 156 ساعة تقريبا، أي حوالي 13 يوما فقط، في حين إن الســــــجين الجنائي بين 2 ـ 3 أيام شهريا في زيارة بيتـــــية، أي خلال 5 شهور يكــــــون السجين الجنائي قد زار أهله أكثر من أبو الحكم ـ الذي لم ير أهله إلا من خلال الشبك فقط ؟ أين العدالة؟ ويضـــــيف الأسير محمود أن مجموع الأسرى والمعتقلين حاليا في السجـــــون والمعتقلات الإسرائيلية والبالغ عددهم 7000 أسير تقريبا محرومون من الإنجاب، أي أن أجيالا من الأطفال لن تولد، بمعني أن هناك ما يقارب 28 ألف طفل فلسطيني لن يروا النور بسبب استمرار اعتقال هذا الكم الهائل من المناضلين. ويؤكد أن ابعد مسافة يراها الأسير في سجنه لا يتجاوز عدة أمتار، ولا يرى من خلالها سوى جدران وهذا ما يسبب ضعف النظر وقصره، ويقول أيضا هل تعلم أن ما يتناوله الأسير من اللحوم أسبوعيا لا يتجاوز 40 غراماً، تكون مثلجة ومن النوعية الرديئة والوضيعة. ويضيف إن اكبر أسير يبلغ من العمر 75 عاماً وهو ما يزال معتقلا رغم مرور 20 عاماً على اعتقاله ويدعى سامي يونس أبو نادر من قرية عارة في المثلث، داخل الخط الأخضر، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ويسأل الصفدي المتصفح لموقعه هل تعلم أن مساحة الغرف في السجن تبلغ 24 متراً مربعاً للغرفة الواحدة، ويعيش فيها عشرة مناضلين، وتستخدم ليس فقط للنوم بل كغرفة للطعام والمطبخ ومكان للجلوس والمشي والحمام أيضا، كل هذا محصور في غرفة واحدة. الأسير الصفدي يناشد الجميع زيارة الموقع والمشاركة في حملة التواقيع لما في ذلك من مصلحة لصالح الحركة الأسيرة، بقي أن نذكر أن قريبة الصفدي هي التي تدير الموقع، والصفدي هو الذي يزودها بالمعلومات والمقالات والأشعار التي تنشر. ويكتب الصفدي في الموقع: أهلا وسهلا بكم في موقع أكاديمية القيد الصفدي، تفاعلكم معنا هو رابطنا الأساسي بمجتمعنا، لا تبخلوا علينا بالحرف والكلمة الصادقة فهما اساس انتمائنا لمجتمعنا.