انتصار تسويق الهوية
حتى الهوية والاتجاه السياسي يجري تسويقها عبر الموضة. فعندما كانت موضة مشاركة الأقليات في التمثيل أخذت الشركات تضع في دعاياتها مختلف أنواع الأقليات العرقية والدينية، وذلك حتى تتوافق موضة البضائع مع الموضة السياسية، مما يجعل هذه الشركات مقبولة في شرائح المجتمع التي يفترض بها أنها ترفضها أصلاً وعندما بدأت موضة مثليي الجنس ودعم مرضى الأيدز ووصلت إلى أوجها، ظهرت الدعايات التي تظهر البحارة الأمريكيين من الرجال يقبلون بعضهم.
خلال أجيال تم تحويل العالم عبر ثقافة «البوب» التي أصبحت الطبيعة الثانية للإنسان. والمشكلة أن هذه التغييرات بدأت بتحويل الأشخاص كذلك. ومع الوقت أصبحت القضايا السياسية مستهلكة من قبل السياسيين الذين هزموا بقية العالم. وجاء شعار الشخصي هو السياسي ليستبدل الاقتصادي كسياسي.
وبدأت حركات أخرى بالظهور مطالبة بعلنية علاقات مثليي الجنس وتكرار ظهورهم في الإعلام، وبدؤوا يظهرون في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والدعايات وتشكلت الجمعيات وسمح لهم بالزواج وتبني الأطفال، وبدا كأن هذه هي السياسة وهذه هي القضايا التي علينا النضال من أجلها، حتى أن أحدى الناشطات المعروفات آنذاك قالت في حديث تلفزيوني إن أكبر المشكلات السياسية التي نواجهها هي عدم رؤية مشكلات المثليين اليوم.
ويبدو أن مشكلاتنا التي كنا نعاني منها في التمثيل السياسي استطاعت الأسواق حلها بسرعة من خلال التمثيل في المسلسلات التلفزيونية، والدعايات وثقافة البوب حتى أن قضايا العنف ضد المرأة أصبحت مادة لتسويق مستحضرات العناية بالبشرة.
■ نعومي كلاين