النديم  بو ترابة النديم بو ترابة

مشهد واحد يكفي..

  حوار من مسرحية (سقوط العقيد):

- من أنتم..؟

 -نحن مثقفو السُّلطة، قنديل للحالك من الثقافة وحراس للتاريخ المنمق...

- هل أنتم مثقفون؟

- ليس بالضرورة.. فالحكمة في اصطياد مشيئة القوي المنزّه بعلمه عن هذر العلم وتخاريفه..

- ما هو اختصاصكم؟

- الكتابة بالشعر والنقد والأدب والترجمة لشعراء لاتعرف أمهاتهم أنهم يكتبون الشعر، والإدارة الخلاقة لمؤسسات ثقافية حكومية.

- ألا تحتاج الكتابة بالنقد وحدها الكثير من الثقافة والوقت والجهد؟

- على العكس..! فالتعاون مع الزملاء في تبادل المخطوط، يبقي المسألة في إشكالية العنوان المناسب -مثلا– بين: (الشعر العربي الحديث، أو الحداثة في الشعر العربي، أو الشعر العربي المعاصر، أو عصر الشعر العربي الحديث).

- ماهي الحداثة؟

- المصطلح فيه إشكالية، لكن الحداثة بتعريفي الخاص، كل شيء لم يُسرق كثيراً بعد في النقد والأدب عندنا.

- ما رأيكم بالمدارس النقدية والأدبية والفلسفية الحديثة؟

- لم تثبت جدارتها بعد، (محاضرة لأحد عمداء الكليات)، والأدب العربي لا يمكن أن يتطور دون الرجوع إلى البلاغة العربية، وإلى الجناس والسجع الأصليين.

- هل تقرؤون النصوص النثرية؟

- على حد علمي، لم يكتب أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وزكي الأرسوزي ومحمود سامي البارودي، النص النثري.

- من أهم نقاد الشعر في نظرك؟

- ابن المرزوقي، أو ابن قتيبة.. المعركة لم تحسم بعد.

- ماذا عن المجموعات القصصية الغزيرة التي تكتبونها؟

- قديما، اُستُلهِمَت من التجارب اليومية، والسكن في العشوائيات عندما هرولنا للمدن الكبرى، أما اليوم فحكايا الأصدقاء على الفيس بوك.

- والروايات؟

- ذاكرتنا عن الريف السوري الجميل، التي لا تنضب، وبعض التأثر من زمن السينما والأدب المصري العظيم... في الخمسينيات كأعمال إحسان عبد القدوس وغيره، واليوم تجارب الإعارة والبعثات الحكومية قد أفادتنا كثيرا لإغناء التجربة الروائية، من وزارات التربية والثقافة والتعليم العالي.

- ماهي الدور التي تنشر لكم؟

- اتحاد الغبار العر.. عفوا، اتحاد الكتاب العرب .

- هل أنت عضو..!؟

- (يقهقه..): من أول مجموعتين قصصيتين.

- ماأسعار كتبكم؟

- في المعارض الدورية، أو في مراكز الاتحاد؟

- في الاتحاد طبعا...

- إن وجدته غير مقفل، عليك انتظار انتهاء الجرد، لكن في أغلب الأوقات هناك اختلاط في العناوين، لذلك قد يعتذرون منك.

- إذا في المعارض؟

-  25ليرة والخمسة بـ100 (والمعرض مستمر طيلة ثلاثة أشهر).

- ألا تعتقد أن الكاتب يمر بلحظة إبداع حقيقية قد لاتتكرر؟

-طبعا.. فعندما نجتهد في افتراع منظومة فلسفية لمسيرة مسؤول ما، نخطها بإبداع خالص..!

-هل تحبون المهرجانات الأدبية؟ أو هل تشاركون فيها؟

-المهرجانات هي الفرصة الوحيدة التي نلتقي فيها قراءنا المتلهفين لرؤيتنا، كل عام نشارك بالمهرجانات نفسها وبالثياب نفسها وبالزمان والمكان ذاته، وأحيانا بالقصائد نفسها، بناء على رغبة الجمهور.

-وتجلسون بعدها مع القراء؟

-لا ...للأسف، فبعد الأمسية يتوجب علينا الانطلاق نحو أحد المطاعم الليلية لإكمال المشروع الثقافي العربي.

-ماذا تفعلون إن نضب خيالكم؟

-ننزِّل في الملاحق والدوريات الثقافية مقالات باسمنا، كانت قد ترجمت قبل سنتين ونيف لا أكثر، خوفا من اتهامنا بعدم الحداثة، أو نسرد سيرة من حياتنا ومن محطاتنا المثيرة والمليئة بالنضال والإبداع.

-ما الذي تخافون منه؟

-موسم الانتخابات الحزبية...!

-ما هو مصيركم لو انتهت السلطة، أو انتهى دوركم؟

-هناك احتمالات، فإما أن نصبح مثقفين للسلطة الجديدة، أو في حال انتهى دورنا فالأرجح الاحتمال الثاني.

-وما هو الاحتمال الثاني؟

-الاهتمام (بالـCV)، كم مركزا ثقافيا كنا مديرين له، وكم مرة كنا أعضاء بمجالس اتحاد الكتاب العرب، وعشرات المقالات والدراسات في الصحف المحلية (الوطنية )، مع الجوائز التي حصدناها في كل مهرجان ومسابقة حكومية أو شبه حكومية في أرجاء البلاد كلها، وقد نطلب العودة إلى التدريس في الجامعات..

-هل تحملون شهادات دكتوراه!؟

-بالطبع فقد تفوقنا في كل البعثات التي أرسلتنا الدولة إليها، لضمان مستقبلها العلمي ولم نقنع بالشهادات الجامعية، بل تابعنا رغم الغربة والبعد عن الوطن في تلك البلاد الشاحبة المملة (دول أوربا الشرقية )، كنا شجعانا هناك.. مثلما كنا كذلك في دورة القفز المظلي، التي حصلنا فيها على درجات إضافية مستحقة في البكالوريا...