حسني هلال حسني هلال

ليس طلباً للصفح

اعتذاراً وعتبا

لـ غاردينيا جميلتين

«إحداهما مزرّرة والأخرى مرتبطة»

لم أقوَ على تنفيذ رجاء عيونهما لي،

إذ يقلن: 

تمتّع ما شئت،

قراءة في كتاب أشواقي..

سباحة في بحر تخيّلك..

وعزفاً على أوتار أُنوثتي..

فقط لا تقطفني!

          

اعتذاراً وسُقيا

لـ ذكرى قرينات وأقران طفولة..

زميلات وزملاء دراسة..

رفيقات ورفاق عملٍ وأمل..

لم أرفع نخبهن ونخبهم

منذ سنين

وحنين

وأعياد!

 

اعتذاراً وعفوا

لـ دروب وبيوت

وقرى وأمكنة

في بلادي.

انتظرتني على أحرّ التفاصيل والجمال

ولم أحضر.

متذرّعاً

بضيق ذات اليد ..

والطقس ..

والوقت!

 

اعتذاراً وطوبى

لـ فيروز

وصباح

وأسمهان

ونور الهدى.

قامات

لم أقع لهن

على وصف منصف

فآثرت السكوت!

 

اعتذاراً وأسفا

لـ «حفظتُ عن والدي»

الكتاب الذي

عاهدت نفسي

أن أُنجزه،

مدونا فيه

ما بقي في الذاكرة

من طرائف لأبي

وأحاديث

وحكايا!

 

اعتذاراً ووردة

لـ روسيّات عزيزات

عثرت ذات اغتراب

على انسانيتي وسطهن،

أحطنني بوفير نمير وحميم الاعتناء.

ففارقتهن واعداً بالتواصل،

ثم ضعت وضاعت مني العناوين!

 

اعتذاراً وقبلة

لـ أكفّ سائر الأمهات

بمناسبة ما تعنيه لي الاُمومة.

ولكفّي أمٍّ

سكنتا آخراً،

لكنهما

ما زالتا تهتزّان في خاطري

كما في يوم غادرتها.

كفّين

ضيّعت فرصة

تقبيلهما على النعش

جبناً

وهروباً

ملفّعاً بالسفر!