السينمائي قاسم حول يصوّر العراق من خلال سوق
وسوق مريدي هو سوق شعبي في مدينة الثورة العراقية في العاصمة العراقية بغداد، وفي هذا السوق يباع المسموح والممنوع من الأدوية الفاسدة، بل حتى الشهادات المزورة من شهادة الزواج والطلاق وحتى شهادة درجة الدكتوراه التي يحملها الكثير من الساسة والمسؤولين العراقيين بعد سقوط النظام الدكتاتوري، والتي أغلبها صادرة من سوق مريدي.
هذا السوق هو محور رواية السينمائي العراقي قاسم حول التي صدرت عن دار «نقوش عربية»، في تونس، تحت عنوان «سوق مريدي».
يجد «ميثم السرحان» نفسه مختفيا فيه خائفاً من الاستخبارات الأمريكية التي عمل معها ودخل العراق في جوف إحدى الدبابات ليجد نفسه خائنا لوطنه، ويتعرف على شخص معوق يبيع المسبحات في السوق وهو «مريدي» فيصادقه ويسكن معه في الدار حيث يعيش مع أمه.
وميثم السرحان هو مثقف عراقي يمثل عينة من المثقفين العراقيين اليساريين الذين عملوا مع الأجهزة الأمريكية تحت ذريعة إسقاط الدكتاتور.
تكشف الرواية الأبعاد الاجتماعية للمجتمع العراقي بعد الاحتلال حيث السوق نموذج للتجار والباعة والتيارات الدينية الذي من خلاله يمكن معرفة العراق بعد التدهور الحاصل فيه منذ حقبة الدكتاتور حتى ما بعد سقوطه وحكم الاحتلال.
تكشف الرواية التطور السيكولوجي لشخصية المثقف اليساري الذي يشعر بأنه قد خان وطنه وأهله وما يراه من قص أشجار النخيل في بساتين الجادرية بإشراف مستشار يهودي يأتي مع قوات الاحتلال واسمه «أوشالم» وهو شخصية حقيقية ذكرها أحد الوزراء العراقيين في مذكراته في حكومة الاحتلال.