ملوحيات.. الدول الفقيرة تزيد غنى الدول الغنية

جاء في جريدة العربي المصرية العدد 887 الصادر في 7 كانون الأول 2003 في عنوان الصفحة الأولى بالخط الكبير مايلي:

هروب 90 مليار دولار لخارج مصر.

يعني أن الشعب المصري الفقير تبرع لمصارف الدول الغنية بـ90 مليار دولار تزيد في غناها على حساب هذا الشعب.

وإذا كانت مصر وحدها قد أرسلت إلى مصارف أوروبا وأمريكا 90 مليار دولار فما هو مقدار ماترسله دول العالم الثالث، ونحن منها، إلى أوروبا وأمريكا عن طريقين:

1. الطريق الأولى مايرسله الحكام الطغاة لضمان حياتهم ومستقبلهم  إذا حدث انقلاب يطيح بهم.

2. والطريق الثانية ما ترسله الطبقات الأرستقراطية والرأسمالية المرتبطة بالاحتكارات العالمية من أموال تنهبها من شعوبها.

والجدير بالذكر أن أموال الحكام في دول العالم الثالث لا تعود إليهم إذا أغضبوا دول الاستعمار الحديث وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهدنا منذ سنوات استيلاء أمريكا على الأموال المودعة في مصارفها، ذلك أن السرية في هذه المصارف غير مضمونة، وإن حرصت بعض هذه المصارف على سريتها فالمخابرات قادرة على كشفها أولاً ومصادرتها ثانياً.

والخلاصة أننا نحن فقراء العالم الثالث المتخلف نمد أغنياء العالم المتمدن بأموالنا ليزداد هذا العالم غنى على غنى ونزيد نحن فقراً على فقرا.

والغريب أن دول العالم الثالث في الجنوب تطالب دول العالم المتقدم في الشمال بمساعدتها للتطور، وكأنها ليست هي التي ترسل أموال الفقراء إلى الأغنياء ثم تطلب صدقاتهم.

فهل تفهم شعوب العالم الثالث مقدار ما يجنيه عليها حكامها والرأسماليون فيها؟

وهل يفهم هؤلاء الحكام والرأسماليون أن أموالهم المنهوبة من شعوبهم لن تعود إليهم؟

أمنية: ليت هؤلاء الأغنياء الذين يهربون أموالهم إلى مصارف أوروبا وأمريكا صرفوا أموالهم هذه المهربة في إنشاء مشروعات صناعية وعمرانية في بلادهم، إذن لحفظوا أموالهم فيها أولاً بدل أن يسلبها منهم الأوروبيون والأمريكان ولأنقذوا شعوبهم من التخلف ثانياً.

دمشق 1/1/2004

 ■ عبد المعين الملوحي

 

 «شيوعي مزمن»