إحراق الأوراق الثقافية.. الحلم
ورقة اليانصيب.. هي حلم للكثير من الاشخاص، فهذه الورقة تستطيع أن تؤمن أحلام الكثيرين ، كالبيت .. السيارة .. الزواج.. وغيرها من الأحلام البسيطة والأكثر تقليدية، وقد بات هذا المطلب أمراً اعتيادياً لدى الكثير من الشباب السوري الذي تتركز أحلامه مع مواعيد إطلاق بطاقات اليانصيب الجديدة.
هل أحلام الشباب السوري باتت معلقة في ورقة اليانصيب فقط.. هل ضمرت مخيلة الشباب؟ هل باتت كل الأحلام في أضيق مجالاتها.
في الكثير من استطلاعات الرأي والتحقيقات الاجتماعية التي تجري في الخارج، تعزى الأحلام التي تتعلق بأمور غيبية، أو بالاحتمالات إلى غياب الهاجس الحقيقي للقيام بالفعل.. بأي فعل.. كي يستطيع المرء أن يحقق حلمه.. وترتبط ارتباطاً وثيقاً بغياب المشروع الحقيقي لدى الفرد في علاقته مع الجماعة.. فيحول جل اهتمامه إلى أحلام غير واقعية.
عندنا يرتبط الأمر بورقة اليانصيب التي يخبئها الشاب في جيبه، وينتظر من أسبوع إلى آخر.. أو حتى أنه قد لا يمتلك أية ورقة يانصيب لكنه يحلم بشراء واحدة كي تتحقق أحلامه .. بغياب كل الأحلام الأخرى المنطقية المرتبطة بمشاريع جماعية أو فردية، تصبح ورقة اليانصيب (حلم حياة) .. وتضيع أمامها كل الأحلام الأخرى.. وأي إنجاز ممكن أن يكون..
بعد غياب كل الأحلام الحقيقية صار حلم ورقة اليانصيب مشروعاً ..
■ عمرو سواح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.