ماذا تقول يا صاحبي؟ بين السائل والمجيب...

■ أتدري أن كثيراً ممن يتحدثون عن مقاربات وتقاطعات في مجال الفكر والممارسة يكتفون بالوقوف عند بعض المصطلحات المتداولة.. وكأن الأحداث تجري في الفراغ مجردة عن الواقع والناس والزمن... ولذلك فهم يقعون في كثير من الإشكالات والمغالطات.. وعلى حد علمي فإن الاعتماد على الرواية الصحيحة يتطلب إلى جانب ذلك إعمال الفكر ولاسيما في أمور الحياة الأساسية أقوالاً وأفعالاً.

علماً أنني أتجنب قدر الإمكان الحديث عمن يسفون في «كتاباتهم» إلى درك الحضيض.. فتغدو أقوالهم مجرد اتهامات وادعاءات وردح وسباب.. وافتراءاتهم تتمثل في معرفتهم كذب دعواهم فيما يزعمون.. وجهلهم أو تجاهلهم يتمثل في حيرتهم الحقيقية أو المصطنعة لدى تحديد هدفهم لأنهم يخلطون بين مدلولات اللغة وواقع التاريخ والأحداث.

■■ مهلاً.. دعك من التعقيدات وحدثني بسهل الألفاظ وواضح العبارات حتى لاتصير حالتي كحال نجاة في أغنيتها الغزلية الأرستقراطية «فأنا بسيطة جداً وأنت خبير خبير».

■ أحب روحك المرحة..و على لغة أخوتنا الحلبيين «أبوس روحك»... حسن سأوضح الأمر بيسر وبساطة ودون تهويمات:

أولاً: لاحاجة بنا إلى تجشيم أنفسنا عناء الرد على اتهاماتهم وافتراءاتهم، فقد رد عليهم من بينهم رفاق منصفون بعد أن وضح النهار لكل ذي عينين.

ثانياً: ليس سواء من يقدم نقداً ومناقشة علمية نزيهة ومخلصة وبين من يرمي الكلام على «عواهنه».

ثالثاً: هل تذكر برنامج «من القائل وما المناسبة»؟

■■ نعم أذكره تماماً... كنا نترقبه بشغف واهتمام.. فقد كان برنامجاً أدبياً ناجحاً.. ممتعاً ومفيداً.

■ ذاك البرنامج استطاع في حينه أن يستقطب المستمعين وأن يقدم المعلومة والفائدة والمتعة.. فمعد البرنامج ومقدمه أديب قدير يجيد الإجابة على تساؤلات المتسائلين.. فهو يقرأ البيت أو الأبيات «المسؤول عنها» بما تستحق من صوت سليم النطق وجميل الوقع ومضبوط الشكل، ثم يتناول  المناسبة كاشفاً واقعها وأحداثها وأشخاصها في إطارها الزمني. وبعدها يعيد قراءة النص... فيصبح المعنى مفهوماً لسامعه يحس جماله ويعيش تأثيره.. ويكون عندها الحكم دقيقاً وسليماً.

■■ إذا كان الأمر على هذه الشاكلة فسأطرح عليك سؤالاً وانتظر الإجابة ـ واعذرني إن نظرت إليك نظرة معد برامج ـ وسؤالي هو: من القائل وما المناسبة:

ملكنا وكان العفو منا سجية

ولما ملكتم سال بالدم أبطح

وحللتم قتل الأسارى وطالما

غدونا عن الأسرى نعف ونصفح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا

 وكل إناء بالذي فيه ينضح

فماذا تقول يا صاحبي؟!

■ محمد علي طه

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.