لوحات تعيد الدفء
يقيم الفنان التشكيلي العراقي سيف الكيلاني معرضه الفردي الذي أسماه: «الطبيعة والإنسان»، في صالة «بيت الرؤى للفنون التشكيلية» بدمشق. الكيلاني من مواليد البصرة (1954). حائز على بكالوريوس هندسة مدنية. أقام العديد من المعارض الجماعية والفردية في العراق. وهو الآن متفرغ للعمل الفني.
ثمة ما هو مدهش حقاً في هذا المعرض في زمن فقدنا فيه الدهشة، فاللوحات تدعونا إلى التأمل في مفردات الطبيعة الصامتة التي تقدمها لنا، كما لو أنها تقول إن للعيون وظائف جمالية أخرى غير النظر.
الألوان حاضرة بكل حميميتها ودفئها، إلى حد أنها تكاد تكسر إطار اللوحة لتضيف بعض الدفء على صقيع أيامنا، على البرد الذي يسكننا منذ كنا ننتظر بعض ما يدفع لقليل من الأمل.
هدوء ألوانه يتكرس بالأزرق بكل تدرجاته والذي يعكس صفاء الفنان سيف ونقاء روحه، أما ألوانه الحارة فهي تتجسد بذاك اللون الأحمر الذي يحمل تلك الخصوصية المنتمية لبصمة الفنان الباحث عن مساحات وفضاء أشد رحابة، وعن سماء قريبة من قلق الروح وحيرتها.
شخوص لوحات سيف الكيلاني نساء يبحثن عن هامش بسيط من الذهاب إلى أحلامهن، إلى بعض الجسد المنذور لميثولوجيا الخطيئة، إلى التفاحة التي لم تقضم بعد إذ ثمة أطفال ونخيل يتحدى الخراب بشموخه.
قال عنه الفنان الفلسطيني زكي سلام: «سيف الكيلاني المهندس لم تستطع لغة الحسابات الهندسية، ولا ضغط العمل بالمشاريع من إيقاف هذا الشغف، زرته في مرسمه في ضواحي دمشق التي لجأ إليها بعد استحالة مع احتلال العراق وإفرازته، فأدهشتني هذه القدرة على المثابرة، وهو يريني أعماله، المرسومة بروح تحمل قدرة كبيرة على التعبير برزت لونا قويا يوضح حركة فرشاته وألوانه بخاماتها المتعددة على سطح اللوحة، في تضاده وانسجامه، دون أن تخلو لوحاته من نكهة الانطباع، سواء رسم الطبيعة أو الإنسان».