ربما ..! العودة إلى عتمة الصالة
قال المخرج العالمي أمير كوستاريكا في مؤتمره الصحفي على هامش مهرجان دمشق السينمائي: «إن مستقبل السينما غير مطمّئن، فالإنترنت وأشرطة الفيديو والأقراص المضغوطة.. إلخ لا تخدم السينما، وشرط السينما برأيي هو العودة إلى طقوس المشاهدة المعروفة، أي العودة إلى الصّالة
تقودنا دعوة صاحب «تحت الأرض» و«الحياة معجزة» إلى التساؤل حول ذاكراتنا السينمائية الشخصية التي تقوم على مشاهدات في التلفزيون والكمبيوتر أكثر منها بكثير من مشاهداتنا في عتم الصالات إلى درجة الشك بكل رصيد هذه الذاكرة: هل عرفنا سينما بيرغمان كما يجب؟ هل تلقينا مشهديات كيروساوا وفيلليني بالشكل الذي يجعلنا نقول الـ«نعم» بضمير مرتاح؟
لاشك بأن هناك عطباً راسخاً في ثقافتنا السينمائية، فكثير من الأعمال الهامة كنا تلقيناها بشروط بدائية وفقيرة. وما الفضل بإلمامنا المتواضع إلا للقراصنة الذين عملوا على توفير عدد لا بأس به من الأفلام الهامة (أو الأساسية من وجهة نظري) في تاريخ الفن السابع، وكذلك في عملهم على إبقائنا على تواصل جيد مع آخر إنتاجات سينما العالم، فيما كانت المؤسسة العامة للسينما -الوكيل الحصري والوحيد لهذا الفن في البلد - مقتصرةً في نشاطها على مهرجانها، الموسمي بطبيعة الحال، أما الأسابيع التي تقيمها بين حين وحين فليست سوى ترفيه، ذلك أن غالبية الأفلام التي تعرض في تلك الفعاليات متوفرة في سوق الـ«DVD» وشاشات التلفزة، في حين أنه من واجب المؤسسة العمل على مد جسور جديدة مع الشاشة الكبيرة، وخلق حالة سينمائية مستمرة ومتواصلة ومنفتحة على مختلف تيارات ومدارس وتجارب الصناعة السينمائية..
العودة إلى الصالة هي الحل... نعم هذا صحيح عزيزي كوستاريكا لكن حبذا لو همست بهذا في أذن القيمين على «مؤسسـ(تنا) العامة للسينما»...