الفيلم القصير... الضائع في المهرجان

شهدت مسابقة الأفلام القصيرة سطوة النتاج الروائي على التسجيلي بالنسبة للأفلام التي شاركت فيها المؤسسة العامة للسينما، تفادياً للتكلفة المادية العالية للأفلام الروائية الطويلة، وفتحاً جديداً أمام المخرجين الشباب لإنجاز تجاربهم الأولى، وباستثناء فيلم الرسوم المتحركة (مذكرات رجل بدائي) لموفق قات والذي حصل على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وقد حاز الفيلم الروسي (الباب) على الجائزة الذهبية، ويمثل الفيلم ـ المُصور بالأبيض والأسود ـ حضوراً بصرياً لأفكار يمثل تتاليها مزجاً بين ما يمكن حدوثه حقاً وما يمكن أن يكون متخيلاً، رجل يحمل باباً يمكن أن يفتح على احتمالات كثيرة من الأزقة والحارات الضيقة إلى الشوارع الحديثة والأبنية الشاهقة الارتفاع.

الباب أشبه بالمصباح السحري، فكما يمكن أن يكون جسراً للمشاة يمكن أن يكون أيضاً ملاذاً من وابل المطر أو خيمة يجتمع تحتها العشاق.

أما الجائزة الفضية فقد ذهبت للفيلم الفرنسي (أوبراس) الذي يقدم عرضاً مجرداً لتحولات مدينة مدمرة ـ هي برشلونة ـ في طريقها إلى إعادة الإعمار.

فيما كانت الجائزة البرونزية مناصفة بين الفيلمين: الألماني (آنا في الداخل والخارج) الذي يرصد رحلة امرأة شابة تبحث عن ذاتها وهويتها لتتعرف على مغزى الحياة وهدفها بعد أن يتداعى عالمها وينهار، الرحلة المعاكسة عبر الفيلم البلجيكي (في الظل)، كانت لامرأة عاجزة تعيش بمفردها وتحاول الخروج من عالمها الضيق إلى عالم أرحب عبر مراقبتها لتحركات جارها أولاً.. ثم التعلق به إلى درجة كبيرة حتى يغدو هاجسها.

 

■ إعداد: حسين النعناع