المؤتمر القومي العربي يحذر من «إعلان دمشق»
أصدر أعضاء المؤتمر القومي العربي في الولايات المتحدة بياناً حول «إعلان دمشق» جاء فيه:
الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر القومي العربي المنتمين للمعارضة السورية:
حسن عبد العظيم، عبد المجيد منجونة، رجاء الناصر، جاد الكريم الجباعي، أحمد الجباعي، حسين العودات، حميد مرعي، فداء الحوراني، حذام عدي، سليم خير بك، يوسف صياصنة، عبد الغني عياش، فيصل الركبي، قاسم العزاوي، أديب الأمير، عبد الله التركماني، جمال هنيدي، عمر كرداس، فايز الفواز.
لقد طالعنا بكثير من القلق والتوجس «إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي»، الصادر منذ نحو أسبوعين، حاملاً تواقيع عدد موفور منكم، سواء بالاسم، أو عبر تنظيمه الأم. وبوضوح شديد نقول: إن سبب هذا القلق والتوجس هو تجاهل «الإعلان» للأخطار المدمرة التي تهدد أول ما تهدد كثيراً من مطالبه المحقة، والتي قد يستغل أصحابها والمناضلون من أجلها مطية لتهديد الوطن السوري دولة وشعباً وعروبة. إنه ليس اعتراضاً على الإصلاح والتغيير. فنحن وإياكم نجد أنفسنا – بالضرورة- متحرقين لإصلاح جذري ولانفراج ديمقراطي حقيقي في سورية، يطلق العنان لقدرات شعبها العظيم حتى توفر السياج الواقي من أخطار الداخل والخارج.
نحن بالملموس، نرى رأي العين ما يراد بسورية أولاً بأول، موقنين أن مقولة استثمار الضغوط الأمريكية والأوروبية على النظام شديدة الخطل /أو السذاجة، إذ أنها تتلاعب باستخفاف بمصير الوطن السوري، وتتيح لأعدائه مطايا وأحصنة طروادة لتقويضه ونزع عروبته مرة وإلى الأبد، وتحويله إلى كيس أقليات يحمل سمات مفدرلة، تحرسه كردية سياسية تهدد بإلحاق الشمال الشرقي بالشمال العراقي إن لم تبلغ مراميها.
الأخوات والأخوة:
لسنا هنا في معرض التنطح للدفاع عن النظام السوري، فلدى كل منا أطنان من المرارة والنقد والالتياع من ممارسات داخلية وإقليمية زاولها النظام عبر ثلث القرن المنصرم. بل إننا نطالب النظام بتحمل مسؤوليته في الإنقاذ، والمسارعة بالإصلاحات المطلوبة، لئلا يتحول الوطن إلى عراق محتل أو لبنان منتدب. لكن الأهم - وألف مرة- هو أن نعرف لماذا يجري استهداف هذا النظام الآن من قبل الجناح الحاكم من المؤسسة الأمريكية.
يخطئ من يظن أن غاية هذا الاستهداف هو الإتيان بنظام ديمقراطي ليبرالي يخرج البلاد من قفص الاستبداد إلى معارج الحرية؟ لا نظن أن أحداً يصدق مثل هذا الادعاء. أما هواة الفهلوة السياسية على طريقة أنور السادات فهم واهمون لدرجة الانتحار.
هم يريدون إسقاط النظام بوابة ليلجوا منها إلى تدمير الكيان السوري. هذا ليس توصيفاً مجازياً، بل حقيقة تخرج من أدراجهم إلى خرائط العمل. ومن أسف أن بعض أركان المعارضة منشغلون بكيفية استغلال هذه الأزمة الخانقة للتخلص من النظام... وليأت من بعد ذلك الطوفان.
الطوفان أيها الأخوة هو الفوضى أو الاحتلال (المباشر أو غير المباشر)... وهذا ما يربأ به كل أعضاء المؤتمر القومي ويرفضونه جميعاً. أما إذا توهم البعض أنه آت بديلاً فليدع أوهامه وأحلامه قبل أن تتحول إلى كوابيس. نعم قد يصبح البعض ديكوراً جميلاً في بيت خيانة كما هو حال الحزب الشيوعي وجماعة الإخوان المسلمين في العراق، لكن المرتكز الأساسي لبيت الخيانة هذا هو جماعاتهم الصرفة وهم أكثر من الهم على القلب عدداً وتنوعاً. وبمناسبة ذكر "الإخوان" فهم مندرجون في تدبيرات ما هو مراد حتى يوفروا حيزاً غير مهيمن من سنية سياسية توازي وتنابذ الشيعية السياسية القائمة في عراق الاحتلال.
الأخوات والأخوة:
نحن نعرف بعضنا البعض تحت سقف المؤتمر بما يكفي للقول إن سلامة الطوية متوفرة لدينا جميعاً، وأن مرارة الاستبداد هي ما جرف البعض لركوب مركب خشن. لكن الاستبداد لا يستبدل بما هو أسوأ منه، ولا يصلح تعلة للتواطؤ مع عدو البلاد وإلا فإن مشعر الوطنية مصاب بخلل وظيفي شديد لا يرجى منه صلاح. نحن نرى قلة لولبية داخل الوطن وفي باريس تحرك مفاتيح هذه «الهوسة» باتجاه التوريط.
ألا فلننتبه أيها الأخوة ولنتلمس طريقنا بروية ولنعد الحساب. أليس غريبا أن "الإعلان" لم يذكر العراق ولا فلسطين ولا أي قضية عربية بكلمة؟ هل إنقاذ سورية يأتي بالخضوع لإملاءات الخارج؟ ما هي سورية الخضوع هذه التي لا يمانع البعض في إنجازها طالما خلصتهم من استبداد النظام الحالي؟ ألن تكون بيدقاً في ترسانة المحتل القريب وهو ذاته «مشروع محتل المستقبل» غير المباشر؟ هل راق لهم أن يعيدوا سيرة المعارضة العراقية والتي كانوا يفاضلونها مباهين بوطنيتهم قبالة عمالة الآخرين؟
عهدنا بحصافتكم وصفاء وطنيتكم يكفل أملنا بمراجعة لكم أمينة وشافية لكل تقييمكم الاستراتيجي للمشهد الإقليمي بما يؤمن انفكاك الشرفاء عن المشروع الزاحف وأدواته المحلية والإقليمية، ونبذا للزمرة اللولبية القابعة بين ظهرانيكم أو في باريس والتي نطالع مقولاتها-الجنائية- في «النهار» و«المستقبل» وأحيانا «الحياة» سما زعافا لا ترياق له.
الأخوات والأخوة:
لعل هناك قاسماً مشتركاً أدنى حفزنا جميعا للانتماء تحت مظلة قومية عربية جامعة. هذا الانتماء وهذه المظلة تناديكم بأعلى الصوت أن تعالوا إلى كلمة سواء لا مفاعل لها إلا حماية الوطن السوري من العاديات وسلامة المجتمع السوري من الداهمات.
من هنا فنحن من موقعنا ندعوكم إلى حوار جاد وصريح في محاولة أمينة لبلورة رؤية جامعة حول كيفية درء الخطر المحيق بوطن هو لنا جميعا في القلب من القلب. كلكم سوريون وكلكم عرب وشرف الانتماء للنسبين مدعاة للنأي عما يجهز عليهما.
إنا قد بلغنا اللهم فاشهد.
واشنطن 31 أكتوبر 2005
■ أعضاء المؤتمر القومي العربي في الولايات المتحدة:
كمال خلف الطويل، منير العكش، منذر سليمان،
زياد الحافظ، فوزي الأسمر، محمد دلبح