صرخة في مكتب وزير الثقافة

في عدد سابق من جريدتنا قاسيون كتبنا عن مشروع الخط الحديدي الذي يربط بين مدينة دير الزور ومدينة البوكمال مكملاً إلى القطر العراقي.

هذا الخط الذي أجريت له ثلاث دراسات إلا تلك الدراسة الأخيرة، ففي قرية الرمادي يقع تل الرمادي الأثري، يقابله على الضفة الأخرى لنهر الفرات تل أبو الحسن الأثري، وهما عبارة عن مملكتين أثريتين متقابلتين على ضفتي الفرات، ويربط بينهما نفق يمر من تحت سرير النهر، وكأن هذه الدراسة قد تعمدت تخريب وإيذاء هذه الآثار، فلم تلاحظ الجهات المعنية ها الأمر، وعلى ما يبدو أن الأمر لا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد، فكان هناك رأي يقول بضرورة حرف المسار مسافة ثمانين شبراً، ويكون المسار بهذه الحالة قد تخطى هذين التلين، ولكن على ما يبدو أن هناك أيدي خفية قد لعبت لعبتها، أو أن هناك تنسيق لا نعرف غايته بين الشركة من جهة وبين المديرية العامة للآثار ووزارة الثقافة من جهة أخرى، وإلا ما معنى أن تسمح بتخريب صروح أثرية عمرها أكثر من 6 آلاف سنة ولمصلحة من؟ فهل صحيح أننا لسنا بحاجة إلى تلك الآثار التي تشير إلى حضارتنا، قال أحدهم مستهجناً! أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ هل وصل الدمار والتدمير والفساد والإفساد إلى بيوت أجدادنا وقبورهم، ولم تسلم هذه القبور من تلك الأيدي القذرة؟ هذه التصرفات اللاوطنية من يقف وراءها؟ أم أن هناك لعبة لسرق اللقى الأثرية الناتجة عن الحفر وبدون رقيب ولا حسيب، ويتم تهريبها إلى الخارج.

كل شيء وارد طالما هذا الفساد ما يزال يجري كالسرطان في عروق الوطن، لماذا أصبحنا غير مكترثين حتى بأهم ركيزة من مرتكزات وجودنا؟ ألا يقال آثارنا رمز حضارتنا؟ أم القول شيء والفعل شيء آخر مختلف، فلن نسمح لأحد أن يعبث بآثارنا مهما كانت النتائج فمن لا يفهم أو يتجاهل هذا الأمر نقول له هذا يعنينا جميعاً، ويعني كل الوطنيين الشرفاء في هذا الوطن، فهذا الوطن للجميع وليس مزرعة لفلان أو علان من الناس، وكفى استهتاراً وفساداً وإفساداً. فمن لا يملك تاريخ ليس له حاضر أو مستقبل، فالكيان الصهيوني أخذ يزرع بعض القطع الأثرية  في وادي الرافدين كي يثبت للعالم أن له أثراً قديماً في تلك البلاد.

ونحن نخرب آثارنا بأيدينا وعلى مرأى الجميع دون ضمير أو وجدان.

من كل ما تقدم نطالب السيد وزير الثقافة بالعمل الفوري على وقف هذه المجزرة لآثارنا الثمينة حفاظاً على كرامه الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار!.

 

■ البوكمال - تحسين الجهماه