عمامة... وعمامات

 العمامة عند العرب ثم عند المسلمين وعند الكثيرين من رجال الدين المسيحي العرب هي تاج وفخر وعز... هي تيجان العرب... من يحملها هو سيد قومه أي خادمهم وحامي حماهم والذائد عن شرفهم والضامن لكرامتهم... وعدو أعدائهم.

  وأنا حتى الآن ما أحببت عمامة قط كحبي لعمامة الشيخ السيد حسن نصر الله وما شعرت بأنها تاج من تيجان العرب على رأس حاملها كما شعرت بمشاهدتي إياها على رأسه...

  ثم شاهدتها على شاشات التلفزيون على رأس شيخ عراقي قصير القامة، عبل الجسم وهو يرفع نفسه بسماجة ليقبل جبين بريمر أحد جلادي الشعب العراقي الشقيق ودائسي كرامته وكرامة الأمةالعربية كلها بل ودائسي كرامة الإنسانية كلها كمستعمرين ظالمين...

  ثم شاهدتها منذ وقت قريب على رأس شيخ آخر أظهر أن اسمه عبد العزيز الحكيم يتحدث باسم الإسلام ويطالب بتقسيم العراق العربي إلى حكومات اتحادية رسم خطوطها الأمريكان وأجراؤهم الصهاينة... وهو يعرف هذا عنهم كما يعرفه كل الناس لأنه معلن ومنشور... وأذل العرب وأذل المسلمين... عمامة سوداء تدنس شرف العرب والمسلمين وتدعوهم إلى الخضوع للإمبرياليين وأجرائهم الصهاينة.

  واخجلتاه من أولئك الذين يدنسون العمامات سوداء كانت أم بيضاء بأفعالهم وأقوالهم، ولكن مهلاً أيها الناس... لا تفقدوا الأمل فهناك عمامة أخرى ترفرف عالياً على رأس حسن نصر الله وعلى رؤوس كثيرين غيره.

  هل أحدثكم عن عمامات أخرى؟!! عمامة ذلك الشريف الذي طلب من الإنكليز منذ وقت بعيد أن ينصبوه خليفة (كذا) على المسلمين... وذلك الذي طلب في وقت أبكر من الألمان أن ينصبوه خليفة (كذا) على بلاد الشام... أم أحدثكم عن عمامة الانتهازي الكبير بونابرت الذي سمى نفسه حامي الإسلام وقامع الكفرة المسيحيين في روما (عذرا)... وأخيراً ومنذ أيام وهو ما دفعني إلى كتابه هذه الخاطرة عمامة ذلك الشيخ العراقي الذي كان يذيع الحلقة بالشيخ المدرسي والذي ظهر على إحدى الشاشات المشبوهة بعد كارثة جسر الأعظمية والذي رأى (تسعيراً للطائفية وبعثاً للفتنة وخدمة لإسرائيل وأسيادها) أصابع بني أمية السفيانيين تهب رياحها من الغرب من جديد فيما احتل عمال بني أمية العراق... ولم ير تحت أنفه عربات الهامر الأمريكية التي سدت الجسر وأطلق عملاؤها الإشاعات التي سدته وتسببت في الكارثة...

  أين يكمن السر أيها الأخوة؟ في العمامة نفسها أم في الرؤوس التي تحملها؟!!! ليتني أستطيع الحديث مطولاً عن العمامات الشريفة التي تشرف الدين والوطن والعمامات العميلة التي تسيىء إلى الدين والوطن.

 

■ زهير ناجي