مهرجان الطلبة والشبيبة العالمي السادس عشر: «من أجل السلام والتضامن... نناضل ضد الإمبريالية والحرب»

انعقد في كاركاس – جمهورية فنزويلا البوليفارية في الفترة من 7 وحتى 2005/8/15 مهرجان الطلبة والشبيبة العالمي السادس عشر مؤكداً مرة أخرى أن هذا المهرجان هو أكبر فعالية حضارية مناهضة للإمبريالية وهو حدث منظم من قبل طلبة وشباب العالم التقدميين والديمقراطيين.

وقد شارك في المهرجان أكثر من 17000 مشارك من منظمات محلية ووطنية وإقليمية ودولية من 144 دولة وممثلين عن ملايين الشباب والطلبة في كل أنحاء العالم.

كما شارك العديد من المندوبين من مختلف الأعمار والذين ينتمون إلى أيدلوجيات مختلفة  وإلى أصول عرقية متنوعة في أنشطة عديدة ومتنوعة خلال المهرجان وخلال عملية  التحضير له، كما شارك العديد من الشباب في المناقشات بالندوات وورشات العمل من مئات المدن المختلفة موحدين رغباتهم تحت الراية التي أحضروها إلى كاركاس: «من أجل السلام والتضامن... نناضل ضد الإمبريالية والحرب».

البيان الختامي

وجاء في البيان الختامي الصادر عن المهرجان:

اليوم بعد أربع سنوات من نجاح المهرجان الخامس عشر والذي انعقد في الجزائر، تقوم قوى الإمبريالية في العالم مع حكومة الولايات المتحدة باعتداءات عدوانية من أجل محاولة تغيير وتحريك كافة العوائق التي تقف في طريقهم لتقوية مركز القوة العالمي لديهم، هذا الحدث قام في لحظة تاريخية بحياة الإنسانية وفي قارة جعلت الإمبريالية تتذوق معنى الهزيمة، وفي دولة وهجت طريق الأمل ضمن خطة عملها عبر التضامن والنضال للحركة الطلابية والشبابية، هناك قوتان تتواجهان في العالم، الإمبريالية بسياسة تدخلها وإثارتها للحروب ومن جهة أخرى نضال الشعوب من أجل الحصول على حقوقها  الثابتة.

النضال ضد قوى الشر الزائفة

لقد أعطت أحداث / 11 / سبتمبر 2001 حكومة الولايات المتحدة وحلفاءها الذريعة من أجل شن ومضاعفة حملة الإمبريالية للسيطرة على العالم تحت ستار «الحرب ضد الإرهاب والنضال من أجل الحرية ضد قوى الشر الزائفة» ومن خلالها تعمل وتجاهد من أجل فرض قوانينها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأيدلوجية على باقي دول العالم.

مثل هذه الأحداث ونتائجها حددت خطط وتكتيك الإمبريالية خلال السنوات الأربع الماضية متخذة ذريعة من أجل مضاعفة وتوسيع سياستها التي تتصف بالتناقض الدائم والتحالف مع قوى الإمبريالية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي واليابان) وهذا التركيز الإمبريالي والعدواني استفاد من كل الأفكار والمناهج من أجل تحقيق أهدافه «الحضارات – الانتهاكات – تهديدات التدخل – التدخل العسكري – الحروب والاحتلال» ضد دول العالم، وبالوقت نفسه ضاعفت جهودها من أجل شن هجوم على حقوق وحريات الشعوب ومن أجل تبرير وتسويغ كل هذا استخدمت الإمبريالية كافة وسائل الإعلام وأنظمة التعليم والآداب والفنون وإعادة خلق آلية جديدة لأيدلوجيات مغشوشة وعدوانية والتي قدمت أسساً نظرية وأخلاقية للإجراءات السالفة الذكر، وإن أكثر شيء أثر به هذا العدوان الذي شُن على أكثر من جبهة هو الشباب وأحياناً من الطفولة، إن الجهود الوقحة من أجل جعل المقاومة ضد الانتهاكات هي أشبه بالإرهاب هي شيء قديم جداً، لكن الشعوب لاتخدع، هذا بالإضافة إلى التشويه المستمر للحقيقة، ولقد زادت أعداد حركات المقاومة وقوتها، هذه الاعتداءات غير المشروعة بأية حال وكلها نشأت من بُنى إمبريالية غير قادرة على اتخاذ قرارات من أجل الحاجات المعاصرة لسكان العالم ولحاجاتها أيضاً، وهذا التناقض هو سمة الإمبريالية، وعلى المستوى الاقتصادي تحاول بشكل استراتيجي إنشاء وتفعيل آلياتها (من خلال مايعرف بالسياسات التحررية الجديدة) من أجل زيادة استغلالها.

أما على الصعيد العسكري فهي تفرض قوة تحكم على الأسواق والموارد، وعلى الصعيد السياسي تفرض قانونها على الشعوب، أما على المستوى الأيدلوجي فهي تمنع أي شكل أو صيغة للمناقشة التي من شأنها أن تقوض وجودها الدائم.

القوى التقدمية تبعث من جديد!

... بالرغم من الأيدلوجية العدوانية للإمبريالية إلا ان القوى التقدمية والمحبة للسلام أصبحت أقوى وبعثت من جديد، نحن طلبة وشباب العالم ندرك الدور التاريخي الذي يجب أن نلعبه واجتمعنا منذ عام 1947 في مهرجان الطلبة والشبيبة العالمي من أجل أن نؤكد مرة أخرى على مبادئ وأسس نضالنا ومن أجل تبادل الآراء والأفكار ووضع أسس تقود أعمالنا الإقليمية والدولية لتحرير البشرية من كل أنواع العدوان والتمييز العنصري والهيمنة الإمبريالية ومن أجل نيل العدالة والحرية وانتصـار الشعـوب كلهـا، كما أن وعي المنظمات قد ازداد وحيثما تحاول الإمبريالية  القيام بانتهاكات ضد الحريات تقابل بمقاومة الشعوب وكلما قامت بزيادة انتهاكاتها ضد الشعوب وضد استقلال وسيادة الشعوب ومحاولة فرض سيطرتها كلما زادت أشكال المقاومة لدى الشعوب من أجل التصدي لأطماعها وانتهاكاتها لذا فان أول التزاماتها كان وسيكون دائماً الوقوف إلى جانب هؤلاء الناس وإلى جانب معاناة الطلبة والشبيبة ضد سياسات الإمبريالية ونتائجها.

ان المقاومة ضد الإمبريالية والرأسمالية تزداد كل يوم لأن هذه الأنظمة غير قابلة للحياة وعلى ضوء عدم قدرتها على حل المشاكل وتقديم ضروريات واهتمامات طلبة وشباب العالم لذا فان المنظمات الشبابية المحلية والوطنية الإقليمية والدولية التقدمية المناهضة للإمبريالية أخذت بالتحرك بازدياد ضد شن الحروب و الاحتلال والغزوات في أفغانستان والعراق وضد خطط الإمبريالية في محاولتها تغيير الخارطة الجيوسياسية من أجل مصالحها وضد التدخل الإمبريالي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وضد سياسات تدخل حلف الناتو لـ ( G-8 ) و IMF – WB – WTO – EU - FAT و FTAA وضد التدخلات العسكرية مثل ما يجري في "غوانتنامو" وخطة كولومبيا ضد استخدام العنف والانتهاكات لحقوق الإنسان وحصانتها...

متفاءلون بالمستقبل.. ونقاتل من أجل قضايانا العادلة

... تحاول الإمبريالية أن تفرض وجهة نظر واحدة على حقوق الإنسان والتي تستفيد من مصالح الشركات الكبيرة غير مكترثة بمصالح واهتمامات الشعوب، إن النظام الذي يطبقه مواطنو الولايات المتحدة أنفسهم يقوم على سياسة القمع العنصري، إن أهم حق من حقوق الإنسانية هو حق الحياة وكل شيء لخدمة البقاء، وهو حق غير قابل للتبديل في النضال من أجل بناء المجتمع، إن الإمبريالية تنكر هذه الحقوق على الشعوب وذلك من خلال الرأسمالية العالمية وهدم الأمم المتحدة وإذا لزم الأمر عبر الحروب والاحتلال كما فعلت في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق إن الإمبريالية تريد أن تبني عالماً جديداً دكتاتورياً ضد رغبة الشباب والعمال والشعب.

 نطالب بإلغاء الوجود العسكري الدخيل على الأراضي وإزالة الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية بالإضافة إلى إنهاء التجارب النووية ونطالب بتقليص الميزانية العسكرية التي ارتفعت بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية...

... هناك 113 مليون طفل لايذهب إلى المدرسة اليوم و130 مليون شاب أمي في العالم ومناهضةً لأوضاعهم نطالب بتعليم مجاني وإلزامي ذي فرص متساوية  للجميع.

... ان تطور وسائل الإعلام والقنوات الأخرى لاتنعكس على عملية الديمقراطية بالنسبة إلى الحصول على المعلومات، إن معظم مراكز المعلومات في العالم في يد الشركات العابرة للقارات، ان محتوى هذه المعلومات يحدد من قبل مصالح الطبقة وإيديولوجياتها، ولاتلتفت إلى مصالح الشباب والطلبة في الصراعات العالمية.

الأزمة الرأسمالية.. وحقوق العمال

...في الوقت الحالي تقوم الإمبريالية والرأسمالية في أزماتها الشديدة بطرد العمال وحجب حقوقهم وخاصة الشباب الذين يعانون من البطالة، نحن نناضل من أجل وظائف لائقة وندعم النضال المنظم للعمال الشباب الذين يطالبون بحقوقهم ويقومون بتقوية حركة اتحاد التجارة معارضين الأشكال الجديدة للاستغلال الذي يحاول خلق جيل مجرد من الإنسانية ومسلوب تماماًَ من كل الحقوق...

..ان الفجوة بين القطاعات الأغنى والأقل فقراً من السكان تستمر بالتوسع، هناك أكثر من بليون شخص في العالم يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم وكل ثلاث ثوان ونصف يموت شخص بسبب المجاعة ومعظم هؤلاء الأشخاص من الأطفال.

ان اهداف ومصالح الإمبريالية الضخمة سببت توزيعاً متفاوتاً وغير متساو للقوى الاقتصادية في العالم، ان أغنى ( 24 ) دولة تمتلك 85% من ثروات العالم، إن التوزيع الدولي غيـر العـادل للعمل ووجود الديون الخارجية دفع الدول للاستدانة من الدول الغنية، إن وضع مايسمى بالدول النامية هو نتيجة لعلاقات الهيمنة التي فرضتها واستمرت بها القوى الإمبريالية على هذه الدول، وإن استمرار هذه العلاقات هو أمر حيوي للإمبريالية...

رسائل تضامن

نعبر عن تضامننا مع شباب وشعب العراق في نضالهم ومقاومتهم ضد قوى الاحتلال الإمبريالية ونطالب بالانسحاب الفوري لهذه القوى والحفاظ على سيادة ووحدة العراق.

ونشجب السياسات التعسفية والقمعية للإمبريالية وعملائها في المنطقة ونطالب بالإفراج الفوري عن جميع السجناء والأسرى السياسيين لديها وندين المحاولات الإمبريالية التي تهدف إلى تغيير الخارطة الجيوسياسية للمنطقة من خلال "مشروع الشرق الأوسط الكبير " متذرعة بحجج كاذبة وواهية " تبعاً لمصالحها وأطماعها" لاختيار الدول والبلدان وذلك من خلال ادعائها بأنها بلدان تحكم من قبل أنظمة دكتاتورية وغير ديمقراطية، لذلك فهي تتطلب تغييراً ديمقراطياً، ومن أجل تحقيق أهدافها الدنيئة هذه، فإن محاولات وسياسات الإدارة الأمريكية ( التي تتدخل في شؤون الآخرين) تعتمد على التأييد الوضيع والذليل لحكومة إسرائيل الصهيونية، التي تلعب دوراً سلبياً في زعزعة استقرار وأمن المنطقة وتتصرف كأداة وقوة للتخلص ( بصورة غير مشروعة ) من حركات المقاومة في المنطقة.

وكذلك نعبر عن تضامننا مع شباب وشعب فلسطين في نضالهم من أجل حقوقهم في قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وحقهم في مقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونطالب بعودة كافة اللاجئين بموجب قرارات الأمم المتحدة ونناشد المجتمع الدولي بتأييد الإزالة الفورية لجدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في أرض فلسطين المحتلة من قبل الاحتلال الصهيوني.

نحن نعبر عن تضامننا مع شباب وشعب سورية في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتأيدينا لحقوقهم في الوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني وتحرير أرضهم، ونطالب قوات الاحتلال الصهيوني بالانسحاب الفوري والسريع من الجولان السوري، كما ندين بشدة ونرفض قرارات الكونغرس الأمريكي غير الشرعية ضد سورية (قانون محاسبة سورية).

وندين التدخلات الإمبريالية في الشؤون الداخلية للبنان ومحاولاتها زعزعة استقرار لبنان والمنطقة، وندعم نضال شباب وشعب لبنان في مقاومتهم ونضالهم من أجل تحرير مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل الاحتلال الصهيوني، ونطالب بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة...

رياح التغيير في أمريكا اللاتينية

 

...هناك رياح تغيير جديدة تهب على أميركا اللاتينية مرة أخرى مؤكدة أن هناك أموراً بديلة وجديدة للشعب وان المبادئ الثابتة وتنظيم الشعب وان التفسير المناسب للدفاع في هذا الوقت يمكن أن يكون بمثابة هجوم قاسي بالنسبة للإمبريالية وأتباعها، وهذا ما ظهر عبر فشل محاولة الولايات المتحدة لفرض اتفاقية التجارة «FTAA» مع أمريكا اللاتينية والظهور القوي لعروض بديلة لوحدة أمريكا اللاتينية «ALBA» والتي تستند على أسس التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري وبشكل مشابه ندعو إلى وحدة أمريكا الجنوبية، مازالت كوبا مثالاً عن المقاومة والمثل الثابتة حيث عانى الشعب الكوبي من الحصار والعدوان، وحيث تقف كافة الشعوب إلى جانبها وتطالب بالإفراج عن السجناء الخمسة المحكومين والمظلومين والمسجونين لدى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، إن للشعوب التي تعيش في إقليم الأمازون الحق في أن تناضل ضد الفقر والظلم و تناضل الشعوب بالفطرة من أجل حقها في تقرير المصير واحترام حضارتها.