اليونيسكو تتبنى قراراً لحماية التراث الثقافي الفلسطيني
تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو»، يوم الثلاثاء 18 تشرين الأول، قراراً حول القدس المحتلة قدمته دول عربية باسم حماية التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية.
وتم اعتماد القرار بعد تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة عليه بشكل نهائي، بعد أن كانت لجنة تابعة للمنظمة صوتت عليه الأسبوع الماضي وأقرته، ليكون تصويت المجلس التنفيذي نهائياً ولا رجعة عنه، رغم ضغوطات الاحتلال الكبيرة على الدول الأعضاء بالمنظمة لثنيها عن دعم القرار.
وينص مشروعا القرارين اللذين تم اعتمادهما الخميس 13 تشرين الأول، خلال جلسة لإحدى لجان اليونيسكو بأغلبية 24 صوتاً مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع 26 عضواً عن التصويت وغياب ممثلي دولتين، على «الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية» واعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعاً إسلامياً مقدساً.
وصوت لصالح القرار الفلسطيني كل من: البرازيل، الصين، مصر، جنوب أفريقيا، بنغلادش، فيتنام، روسيا، إيران، لبنان، ماليزيا، المغرب، ماوريتسيوس، المكسيك، موزمبيق، نيكاراغوا، نيجيريا، عمان، باكستان، قطر، جمهورية الدومينيكان، السنغال، السودان. ويأتي التصويت لصالح هذا القرار عند قوى دولية عدة استمراراً لدورهم التاريخي في الوقوف مع شعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني مثل فييتنام والصين ونيكاراغوا وروسيا.
وعارض القرار كل من: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، لاتفيا، هولندا، إستونيا، ألمانيا. ولم تدعم أية دولة أوروبية القرار الفلسطيني، حيث انتقلت فرنسا والسويد وسلوفينيا إضافة إلى دول الهند والأرجنتين وتوغو، من موقف المؤيد إلى الممتنع عن التصويت بينما تأتي مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا استمراراً لمواقفهما الاستعمارية والعدوانية بحق شعوب المنطقة، فدعت الولايات المتحدة، وهي زعيمة «اللوبي الصهيوني» في العالم، اليونيسكو «إلى عدم المصادقة على القرار»!. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية: إن واشنطن قلقة إزاء تكرار هذه القرارات السياسية، واصفاً إياها بأنها «غير مفيدة»! بمعنى آخر، اتهم المنظمة الدولية المختصة بالثقافة والعلوم وقراراتها بـ«التسييس».
رغم أن التراث الثقافي الفلسطيني في القدس المحتلة وملكية الفلسطينيين للحرم القدسي وحائط البراق حقائق غير قابلة للنقاش، فإن قرار اليونسكو جاء صفعة للكيان الصهيوني، ولعل هذا ما يفسر الهيستريا التي أصابت دولة الاحتلال بكل هياكلها، ومراكز قواها، مع التأكيد مرة أخرى أن الصراع على فلسطين ليس مجرد تنازع ديني، بل هو قبل ذلك صراع بين دولة احتلال استيطاني توسعي، وشعب له كامل الحق باستعادة أرضه بما فيها مقدساته.