«أيام قرطاج»: تعدد الأقطاب يفرض نفسه سينمائياً..!

«أيام قرطاج»: تعدد الأقطاب يفرض نفسه سينمائياً..!

خلال الأسبوع الماضي، أقيم مؤتمرٌ صحافي للإعلان رسمياً عن انطلاق الدورة السابعة والعشرين لمهرجان «أيام قرطاج السينمائية» في تونس، في الفترة ما بين 28/10 و5/11 من العام الحالي، وهو العام الذي يطفئ فيه «مهرجان قرطاج السينمائي» شمعته الخمسين.

اللافت في المهرجان هذا العام هو اتخاذه منحىً «أوراسياً» واضحاً، وهو ما أعلنه عددٌ من القائمين على تنظيم عروض المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم، حيث فردت «أيام قرطاج السينمائية» مساحةً لافتةً للأفلام الآسيوية والأوروبية، إلى جانب الأفريقية، في ظل غياب شبه تام للأفلام الهوليودية الأمريكية.

إلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة، سعى منظمو المهرجان هذا العام إلى إضافة مسابقتين، الأولى هي: «المسابقة الرسمية لأول عمل للفيلم الطويل»، والتي من خلالها تنفتح الفرصة أمام عدد من المخرجين الشباب، ذوي التجارب الأولى، أن يعرضوا أفلامهم على لجان التحكيم والجمهور. أما الثانية، فهي: «مسابقة قرطاج للسينما الواعدة»، والتي يعرّف عنها المنظمون: «هي‭ ‬مسابقة‭ ‬دولية‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬والوثائقية‭ ‬والتحريك،‭ ‬وتقيمها‭ ‬لجنة‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬ستعلن‭ ‬عن‭ ‬تتويج‭ ‬أفضل‭ ‬أفلام‭ ‬هذه‭ ‬المسابقة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬اختتام‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬السينمائية

وفضلاً عن المسابقات الرسمية، قرر المهرجان هذا الموسم افتتاح «أقسامٍ موازية» للمسابقات، والتي تضمنت «عروضاً خاصة»، و«بانوراما السينما التونسية»، و«سينما العالم»، و«السينما الآسيوية»، و«السينما الروسية»، و«السينما المباشرة»، و«صوراً عفوية من أفريقيا». 

مسابقات المهرجان

قال إبراهيم لطيف، مدير المهرجان، في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي: أن مهرجان العام الحالي يشهد مشاركة 68 عملاً سينمائياً من مختلف الدول العربية والإفريقية والأوروبية منها 18 فيلماً طويلاً.

ويتنافس 19 فيلماً قصيراً على جوائز المسابقة الرسمية. ويتنافس 13 فيلماً على جائزة أفضل عمل أول، فيما يتنافس 18 فيلماً على جائزة السينمائيين الشبان.

فيلم الافتتاح.. 

من قلب المآساة التونسية

هذا العام، سيفتتح المهرجان عروضه بفيلم «زهرة حلب» التونسي- السوري المشترك، من إخراج رضا الباهي، وإنتاج عام 2015. يروي الفيلم- الذي تدور أحداثه على مدار 105 دقائق، قصة مسعفة تونسية تطحنها رحى الأزمات العميقة التي يعاني منها المجتمع التونسي، لتجد نفسها مضطرة إلى عبور الحدود التركية السورية، للبحث عن ولدها (17 عاماً) الذي التحق بالقتال مع إحدى المجموعات التكفيرية، مثقلاً بتعقيدات الحياة في تونس، وباضطراباته النفسية التي خلقتها الخلافات بين الأب والأم والتي تعود في الجذر إلى صعوبة الظروف الاقتصادية في البلاد.

يرى متابعون أن دلالة اختيار «زهرة حلب» كفيلم افتتاح، يأتي في سياق التصدي لمحاولات التعمية على الواقع التونسي، والدور الذي لعبته بعض الأحزاب السياسية في الدفع بالشباب التونسي إلى محرقة المواجهات التي تدور في المنطقة، وهي ذاتها الأحزاب التي هاجمت وجود المهرجان في موسمه الماضي، من خلال العملية الإرهابية التي استهدفت عدداً من رجال الأمن بالقرب من فعاليات دورته السادسة والعشرين.

النضال في جنوب أفريقيا

وفيما بدا أنه تسليط للضوء على أعمال لم تكن تملك سابقاً مساحات في المهرجانات السينمائية الدولية، يعرض «أيام قرطاج السينمائي» فيلم «Action Comandante» من جنوب إفريقيا، إخراج نادين كوليت، وإنتاج عام 2000. وهو فيلم وثائقي طويل (90 دقيقة) حول سيرة وحياة رمز النضال من أجل الحرية في القسم الجنوبي من قارة أفريقيا، آشلي كريل، حيث نشأ آشلي في أسرة بسيطة من الطبقة العاملة، ليصبح فيما بعد أيقونةً ورمزاً لحركة مقاومة الشباب الجنوب أفريقي في الثمانينات. ويعكس هذا الفيلم صورة حميمية لهذا الابن والأخ والمناضل الثوري.

SAUDADE

فيلم ياباني (إنتاج: 2008)

إخراج: كاتسويا توميت

 

يروي الفيلم قصة «سيجي» الذي يعمل في مواقع البناء. يتعرف على «هوساكا» العائد لتوه من تايلاند ويصبحان صديقين. ومتأثراً بالأزمة الاقتصادية المستفحلة، يغني «هوساكا» تعاسته وغضبه تجاه المجتمع الذي يعيش فيه. عام 2008 قام المخرج توميت بتصوير فيلمه Saudade وهي المدينة الواقعة في كوفو، وقد تم تمويل الفيلم بمساهمات من السكان.

The Admirer

فيلم روسي (إنتاج: 2012)

إخراج: فيتالي ميلينكوف

 

ولد الكاتب الروسي الشهير، أنطون تشيخوف، في سانت بطرسبرغ عام 1860، وتوفي في عام 1904. تعرَّف تشيخوف على الكاتبة الشابة ليديا أفيلوفا، لينشأ بينهما إعجاب متبادل والذي سرعان ما تحول إلى حب عميق، لكن ليديا متزوجة وأم لطفلين، فيما تشيخوف مصاب بمرض عضال. يروي «The Admirer» تلك العلاقة على امتداد 100 دقيقة.

Chronic

فيلم مكسيكي (إنتاج: 2015)

إخراج: ميشيل فرانكو

 

يعمل الممرض ديفيد مع المرضى الذين دخلوا المرحلة النهائية من دائهم. يقيم هذا الممرض المتقن الفعّال والمتقن لعمله، علاقة تتجاوز العلاقات السائدة بين أعضاء السلك الطبي والمرضى، ويصبح صديقاً حميماً مع أحد مرضاه. ولكن في الحياة الشخصية، ديفيد غير فعال وأخرق وخجول. يحتاج إلى مرضاه بقدر ما يحتاجون إليه.

The Sea Inside

فيلم إسباني (إنتاج: 2004)

إخراج: إليخاندرو أمينابار

 

يروي الفيلم قصة صياد إسباني اعتاد على كتابة الشعر بعد الانتهاء من عمله اليومي، كما تفرد دقائقه الـ125 على نقاشات وحوارات عميقة حول الصراع بين الحياة والموت، ليجد الصياد نفسه في دوامة التساؤلات التي عادة ما تخطر على بال الجميع، والتي في هذا الفيلم تحديداً تحسمها النهاية بطريقة غير متوقعة 

 

آخر تعديل على السبت, 22 تشرين1/أكتوير 2016 15:23