تسعون ألف مخطوطة نادرة بمكتبة الإسكندرية

قال الدكتور يوسف زيدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن قاعة الاطلاع المفتوحة أمام الباحثين بالمكتبة، تتيح لهم قرابة التسعين ألف مخطوطة، سواء من النسخ الأصلية التي كانت محفوظة سابقاً بمكتبة بلدية الإسكندرية (المغلقة حالياً) أو من النسخ الرقمية والميكروفيليمية التي تم جمعها من أنحاء العالم، في إطار المشروع الطموح الذي ابتدأه قبل بضعة أعوام، مستهدفاً جمع مئة ألف مخطوطة عربية من مكتبات العالم على وسائط رقمية لإتاحتها للباحثين المترددين على المكتبة.

ويضيف يوسف زيدان: يتوقع الانتهاء من جمع المئة ألف مخطوطة، كاملة، خلال العام القادم، مؤكداً أن هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يتكلف ملايين الدولارات، تم تحقيق تسعين بالمئة منه من دون تكليف ميزانية المكتبة أية نفقات مالية، حيث حصل مركز المخطوطات على هذا العدد الوفير من النوادر الخطية، مقابل استشارات علمية وخدمات مجانية قدمها للجهات الثقافية الدولية، وعن طريق عمليات التبادل العلمي مع المكتبات القومية الكبرى في أنحاء العالم.

مشيراً إلى أن المبلغ الوحيد الذي دفعته المكتبة لهذا المشروع غير المسبوق بمصر، هو عشرون ألف جنيه طلبتها دار الكتب المصرية بالقاهرة، كمقابل لتصوير ألفي مخطوطة من مقتنياتها، وقد قام مركز المخطوطات بسداد المبلغ المطلوب (حسب الأسعار المعلنة بدار الكتب) من ميزانيته الخاصة، وأوقف من بعد ذلك التعامل مع دار الكتب المصرية في هذا الشأن.

أما الكتب النادرة، فيصل مجموع المتاح منها اليوم في مكتبة الإسكندرية (123,133) ما بين كتابٍ نادر ووثيقة ودوريات متخصصة، وهي مجموعات متنوعة المصادر، منها مجموعة معهد لويس باستير بفرنسا (تم إهداؤها للمكتبة عن طريق معهد الطاقة النووية بالقاهرة) ومجموعة المكتبة المركزية لجامعة عين شمس (تم إهداؤها لمكتبة الإسكندرية قبل أعوام، لإخلاء مبنى المكتبة المركزية للجامعة) بالإضافة إلى المجموعات الخاصة المهداة من أسر : عبد الرزاق السنهوري (باشا) عبد الرحمن بدوي، سامي خشبة.. وغيرهم.

وأكد يوسف زيدان، أنه بالإضافة إلى هذه الكتب النادرة والمخطوطات المتاحة للباحثين، تم إتاحة كثير من المخطوطات للجمهور، بسعر رمزي، منها مجموعة كبيرة من نوادر مخطوطات (بلدية الإسكندرية، المكتبة الملكية بالسويد، مكتبة جامعة أوبسالا) ومختارات من مقتنيات دير سانت كاترين بسيناء، من بينها واحدة من أكثر المخطوطات نُدرةً في العالم، وهي أقدم إنجيل عربي كامل (مؤرخ بسنة 284 هجرية) الذي اكتشفه يوسف زيدان بمكتبة الدير خلال الأيام التي قضاها في رحلته البحثية إلى هذا الدير المصري/ اليوناني العريق، الذي يعد اليوم من أهم الأديرة على مستوى العالم، ومن أكثرها عراقة وثراءً في المخطوطات.