الحراك الثقافي السوري موسم 2009
في كل عام، ومع بداية الموسم الشتوي (الخريف والشتاء وأوائل الربيع) تشهد الساحة الثقافية عموماً في سورية حراكاً تفاعلياً، تتعدد الطرق والزوايا التي يمكن انتهاجها للإطلال عليه وعلى تجلياته المتمثلة بالكثير من التظاهرات والفعاليات المتنوعة المشارب والأجناس الثقافية، وقد ظهرت بواكيره ابتداءً بما شهدناه من تظاهرات مسرحية عمت الكثير من المحافظات، وآخرها مهرجان المسرح الجامعي في اللاذقية.
ومنذ حلول تشرين الأول رحنا نتذوق الدسم الثقافي الكبير في فعاليات دمشق السنوية من معارض فنية (رسم، نحت، فن تشكيلي) إلى امتدادات الموسم المسرحي السوري وختامه مع مهرجان دمشق المسرحي في دورته الجديدة، وصولاً للحدث الذي بات بمصاف العالمية من حيث السمعة والتنوع، وهو مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر (من 31/10 ولغاية 7/11) والذي باتت استعداداته النهائية وخارطة عروضه شبه مكتملة، وهذا يحتاج تنويهاً خاصاً.
إذ سيتضمن المهرجان مسابقتين للأفلام الطويلة والقصيرة، وندوات وتظاهرات سينمائية عربية وعالمية يعرض خلالها أكثر من 200 فيلم لعمالقة الإخراج والتمثيل في العالم . كما سيتم توزيع مجموعة جديدة من كتب سلسلة الفن السابع.
وبحسب تصريحات مدير المهرجان أحمد الأحمد سيفتتح المهرجان بعرض فيلم «الشريط الأبيض» للمخرج النمساوي مايكل هانيكي الحائز على السعفة الذهبية في كان هذا العام، أما فيلم الختام فسيكون «حليب الأسى» للمخرجة كلوديا للوزا الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين.
أما السينما السورية فستكون حاضرة من خلال فيلم «بوابة الجنة» للمخرج ماهر كدو، و«مرة أخرى» للمخرج جود سعيد، ويرجح مشاركة فلمي «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» لهيثم حقي، و«الليل الطويل» لحاتم علي.
فهل سنشهد تظاهرات تكون على المستوى المأمول والمرجو تقديمه ليكون الحراك الثقافي السوري رافعة تعبير عن المجتمع وحركته، وعن الإنسان السوري الذي هو «كائن ثقافي بامتياز» على حد تعبير حسن. م. يوسف؟؟ الإجابة سيحملها المستقبل القريب..