إمرأة الرسالة
بعد احتجازها ما يزيد عن شهر ونصف في غرف الرّقابة في عمّان يتم إخلاء سبيل «إمرأة الرسالة» العمل الرّوائي الجديد للكاتبة والتّشكيليّة رجاء بكرية الصادر عن دار الآداب، بيروت.
لكنّ الغريب أنّها تتعرّض لاحتجاز آخر في غرف الرّقابة الخليجيّة، وتمنع من دخول الكويت، وبعض العواصم الخليجيّة تحديدا للمشاركة في معرض دار الآداب للكتاب.
وفي حديث لنا مع مديرة دار الآداب رنا إدريس حول أسباب المنع علّقت قائلة:
«لقد صادرتها الرقابة للبحث، وبعد البحث تمّ التحفظ عليها لأسباب لم يفصح عنها بعد، وأضافت إدريس، الأدب الجميل يمنع غالبا عن قرّائه لأسباب خاضعة لمعايير غير واضحة لنا دائما، لكنّه أمر اعتدنا عليه فيما يتعلّق بالنّصوص الجريئة المتجاوزة للتابو السياسي والاجتماعي». والجدير ذكره أنّ الرّواية لا تزال مهدّدة بالمنع على خلفية مضامينها الجريئة.
وقد علّقت مؤلّفة الرّواية بكرية على هذا المنع بقولها:
«لم يفاجئني كثيرا قرار منع الرّواية من دخول الكويت وبعض دول الخليج رغم رغبتي بوصولها إلى جميع العواصم العربية، لكن يقلقني أن تعود أسباب المنع إلى خلفيّات سياسيّة أكثر مما تستند إلى خلفيّات اجتماعيّة| أخلاقيّة وفق المعايير الملتبسة لدى الرّقابة والمراقبين.
لقد أعلنت أكثر من مرّة أنّ الهاجس السياسي في «امرأة الرّسالة» يعنيني بالدرجة الأولى، وقد أردت من خلاله أن أحكي للعالم العربي والأجنبي على حدّ سواء، وربّما الكويت ودول الخليج تحديدا عن هويّتي الملتبسة كفلسطينيّة تعيش في دولة اليهود، والّتي للآن لم يفهموها. وشخصيّات هذا العمل تخرج من قلب المدن الفلسطينيّة الّتي نسيها العالم العربي والأجنبي، وتعرض نماذج حيّة لأشكال القهر السياسي الّذي نتعرّض له كأفراد في مناطق الـ 48. أردت أن يعرف العرب قضيّتي من خلال طبيعة شخصيّاتي كبشر يحبّون ويكرهون، يعشَقون ويُعشقون، يقاتلون ويقتلون، ويفتّشون عن رغبات أجسادهم كما يفتّشون عن رغبات تاريخهم. أردت أن ينكتب اسم عكّا وحيفا ويافا في ذاكرة القارئ العربي عبر بوابات جديدة للذاكرة والحدث.
ورغم المنع الحالي والّذي سيأتي لديّ قناعة أنّ القارئ سيصل إلى امرأتي ورسالتي أينما كان، لأن النساء اللواتي تتضوع قلوبهن بعطر الذاكرة يذهب القارئ في أعقاب رائحتهن، ولا ينتظر أن يأتين إليه».