لا تكفير.. ولا تخوين.. رأي، ورأي آخر

السيد رئيس تحرير صحيفة قاسيون
     تحية وبعد ..
     عملاً بحرية الرأي واحترام الرأي الآخر أرجو نشر هذا الرد على صفحات جريدتكم وعلى موقع الانترنيت الذي نشرت فيه مقالة أحمد خليل الناقدة ..
نشرت مقالة في جريدة قاسيون العدد 287 تاريخ 10/12/2006 مذيلة باسـم (أحمد الخليل) بعنوان: (صحفي متقاعد خطه جميل جداً يمنع ظهور مسرحية السيدة الفاضلة)..

إنني لا أدعي تمثل قيم المجتمع، وقيم الدين، وقيم الوطنية، حسب ما جاء في مقالة السيد المذكور، لأنني معروف بالإيمان بها واحترامها وتعزيزها.. فالمدعون هم الذين يتظاهرون بالوطنية ويعملون على تهديمها، وإنني معروف لدى جميع الأوساط الاجتماعية ممن لا يعرف الصمت أو السكوت عن الخطأ.
فالذي يهدم قيم المجتمع ويهدد قيم السلم الاجتماعي هو من يطلق العنان لخياله الخصب الذي يتمخض عنه مسرحية لا تمت لقيمنا وبيئتنا بصلة، مدعياً بأنها تعري المجتمع الأمريكي وكأن شعبنا لا يدرك هذه الحقيقة إلا عن طريق عرض التعري ومشاهدة - الكيلوت - ووضعه في رقبة صاحب المومس.. ماعدا الألفاظ النابية التي اعترف بها المخرج لكاتب المقال الغيور على تطور المجتمع من خلال هذه الترهات..
أولاً: إن الصحفي من حيث الكتابة لا يتقاعد، والتقاعد ليس عيباً.. وإنني لست بحاجة إلى دائرة الضوء، لأنني كاتب وصحافي في آن، ولست ممن يناهض حركة الثقافة وقيم التنوير، إذ أنني معروف من جميع الأوساط الاجتماعية والثقافية والسياسية بحماة منذ نصف قرن، يوم كان كاتب المقال طفلاً، أو لم يولد بعد.. لقد كان على السيد (أحمد الخليل) أن يلتقي زميله الصحفي ليعرف وجهة نظره على الأقل حول ما نسب إليه، لا أن يسمع كلاماً غير موضوعي من مخرج المسرحية وجوقته من المنتفعين أو المصفقين.. فوزارة الثقافة وافقـت على عنـوان (السيدة الفاضلة) وعلى نص ليس فيه ما يخدش حياء المشاهدين. أما ما عرض في حماة بعنوان (المومس الموقرة) أمام جيل من الشباب والشابات الذين عطلوا دراستهم في المعاهد والكليات، والذين جاؤوا إلى مشاهدة المسرحية بالإكراه، حيث هناك من يقف على الباب الخارجي ليمنع كل من يود الخروج من المسرح.. فهي تختلف اختلافاً كلياً، ولدينا الصور الملونة التي تثبت ذلك.. فالمثقف والمسرحي والكاتب لا يخدش حياء الناس بعمله ولا يخالف قيم الناس واستفزازهم بأخلاقهم وعقائدهم..
ومن يقرأ ما جاء في مقالة (أحمد الخليل) يلمس التناقض في أقواله لأنه استقاها من أطراف لها مصلحة في عرض المسرحية..
لقد خرج المخرج عن النص وغيّر العنوان معتقداً هذا المخرج - الفهلوي – أنه سوف يغير الأفكار والقناعات والقيم مجرد ما يعرض للجمهور العري، والكلام البذيء
وإن الاصطلاحات التي رددها (أحمد الخليل) مثل: الخط الجميل، التقرير، الأمن، السلطة، لا يمكن أن تأتي إلا من أناس موتورين سيوفهم أطول من قاماتهم يغردون خارج السرب.. إذ أنه لا يمكن لمن يحمل الانحلال والميوعة أن يحارب عدواً.. فهناك نصوص عديدة تعزز ثقافة الممانعة والمقاومة، غير هذه النصوص القديمة التي جاءت في المسرحية والتي لا تناسب بيئتنا وعاداتنا وأخلاقنا وقيمنا.. إلا إذا كان المخرج الملهم يريد ذلك...
إن مسرحية يوسف شموط الذي أقنع أحمد الخليل بالكتابة عنها كادت أن تهدد السلم الاجتماعي في حماة وتعزز التطرف في الجانب الآخر، فتحصين الجيل ليس بخدش الحياء، وفي الانحلال، أو الميوعة، حتى يفهم هذا الجيل أمريكا..
وأخيراً.. إننا لا نُكفر أحداً أو نُخوّنه، لأن الدين لله والوطن للجميع.. ولا نمارس الوصاية على أحد لأننا نؤمن بالرأي والرأي الآخر، ونؤمن بالحوار تحت سقف الوطن وأمنه.. وإننا دائماً نُسخِّر أقلامنا في أصعب الظروف وأدقها في سبيل رفعة الوطن وتقدمه.. فالتحرر والتقدم ليس هما بالتمرد على الأخلاق وقيم المجتمع، بل في تعزيز التربية الوطنية التي تدعو إلى التسامح والمحبة والإخاء، ونشر ثقافة الممانعة والمقاومة في نفوس جيلنا.
مع الشكر

 ■ الكاتب والصحفي
أحمد ذويب الأحمد