كمال أوسكان كمال أوسكان

«قوبادي» مسيرة حافلة بالإبداع والجوائز

استطاع المخرج الكردي بهمن قوبادي أن يجد له موطىء قدم بين كبار المخرجين السينمائيين في زمن قياسي لا يتجاوز سبع سنوات منذ تصويره لفيلمه الروائي الأول «زمن الجياد الثملة» الذي حصل على الكاميرا الذهبية لمهرجان كان.

واليوم يتوج قوبادي هذه المسيرة بفيلم جديد «نصف الهلال» الذي حصل على الجائزة الذهبية لمهرجان سان سبيتسان في دورته 54 لعام 2006، كما حصل على جائزتي أحسن فوتوغرافيا والنقد لتكون غنائمه ثلاث جوائز.
 ولقوبادي مشاركة سابقة في هذا المهرجان في دورته لعام 2004 بفيلمه «السلاحف أيضاً تطير» والذي حصل على جائزته الذهبية أيضاً. حيث قدم الفيلم مشاهد مؤثرة عن أطفال اشتد عودهم قبل الأوان في محاولتهم اليائسة لإيجاد شيء من الأمان في محيط عدواني.
يقول قوبادي عن فيلمه هذا « ..بفضل شخوص هذا الفيلم أطلقت الصرخة».
خلال مسيرته الفنية القصيرة التي بدأها قوبادي برحيل عن مدينته بانه (Bana) الكردية في إيران ودراسته للسينما في طهران وإخراجه حوالي 36 فيلماً سينمائياً قصيراً نال عنهم العديد من الجوائز، ومن أفضل تلك الأفلام فيلم «الحياة القديمة»، قبل أن يبدأ بفيلمه الروائي الأول «زمن الجياد الثملة» الذي حصل على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي في عام 2000 فهذا الفيلم أعاد قوبادي إلى مدينة بانة ليستعيد ذكريات التشرد فيها، فوجد الحياة قاسية كما تركها، فكتب عن مواجع وآلام القرى والأرياف المحيطة بها من خلال بطل الفيلم، وهو فتى فقد والديه وأصبح مسؤولاً عن إعالة أفراد أسرته الصغيرة يقتحم الجبال من أجل تأمين شيء من القوت لأفراد هذه الأسرة عن طريق العمل كمهرب على الحدود.
كما حصل هذا الفيلم على جائزة مهرجان شيكاغو والتي رفضها قوبادي احتجاجاً على منع دخوله إلى الولايات المتحدة حيث اعتبرها رفضاً للهمجية والغرور الأمريكي.
يقول قوبادي: «أنا لست عاشقاً لأمريكا ولا أقيم وزناً لها ولا لجائزتها وكتبت إليهم أنصحهم بإعطاء الجائزة لرؤسائهم عسى أن يتوقفوا عن إيذاء مشاعر المخرجين من عالمنا ويعرفوا كيف يعاملوننا كبشر»
هكذا أراد هذا الشاب أن يُفهم العالم أن الشعب الكردي ليس مجموعة من العصابات والقتلة وكانت وسيلته الكاميرا ليجسد صور التشرد وقساوة الحياة التي انطبعت في مخيلته.