«ساراماجو» هل هو لص
هل سمع أحدكم بكاتب يدعى: «تيوفولو ويرتا»؟؟ إنه وكما انتهت إليه معرفتنا مؤخراً، أديب مكسيكي مغمور يكتب القصة القصيرة منذ عشرين سنة كما يشير أقدم تاريخ ورد عن حياته الأدبية في الخبر الصحفي الذي تداولته الدوريات الأدبية الصادرة في أوروبا وأمريكا اللاتينية مؤخراً، ومفاده أن «تيوفولو ويرتا» هذا قد ادعى تعرضه للسرقة الأدبية على يد الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل البرتغالي «خوسيه ساراماجو»! المشكلة بدأت عندما قام«ساراماجو» بنشر روايته الأخير (علامات الموت)، فبمجرد أن غزت الرواية المنتظرة المكتبات وراحت تحقق أرقاماً عالية في المبيعات والتداول وطلبات الترجمة إلى اللغات الأخرى، قام «تيوفولو ويرتا» برفع دعوى قضائية على «ساراماجو» بتهمة السرقة الأدبية مقدماً في هذا السياق كل الأدلة والبراهين الدامغة لإثبات حقه!
ولم يكتف«ويرتا» بذلك، بل شن عبر وسائل الإعلام حرباً حقيقية من أجل تأكيد ادعاءاته، وهي على ما يبدو بعيدة عن التجني وأقرب إلى الموضوعية، خصوصاً وأنها مدعّمة بالأدلة وأهمها: قصته المنشورة عام 1987 ضمن مجموعة قصصية اشترك بها في مسابقة لقصص الخيال العلمي، رقم الإيداع المسجل، نقاط التشابه بين القصة الأصلية ورواية«ساراماجو»، والغريب أن الأديب «النوبلي» «خوسيه ساراماجو» لم يرد أو يعلق على القضية حتى الآن واكتفى بالصمت!
يقول «ويرتا»: (قام الكاتب البرتغالي «ساراماجو» ببناء روايته (علامات الموت) على أساس قصتي القصيرة (أخر الأخبار) دون أن يلمح من قريب أو بعيد إلى هذا الحدث. كما أنه قد أورد في الفصلين الأول والثاني للرواية أفكارا رئيسية مشتقة من قصتي)!.
«تيوفولو ويرتا» لم يسمع به أحد في عالمنا العربي، وذلك لأن أياً من أعماله الأدبية، كما أتصور، لم يترجم إلى اللغة العربية، وإذا استثنينا الدعم الخفي والعلني الذي تقدمه الأقنية الإعلامية الإمبريالية والصهيونية لبعض الوجوه والأسماء، فهذا يخضع لأسباب عديدة قد يكون أهمها أن ثمة فوضى عارمة تحكم العالم، مما يؤدي إلى غياب العدالة وتكافؤ الفرص وبقاء الكثير من المبدعين في دوامة الظل..