صرخة حرية.. أحدث لوحات الميدان
ثناء تجولك في ميدان التحرير، قد يجذب انتباهك مجموعة من الناس، متجمعين حول شخص يرسم لوحة على الأرض، أو على أحد حوائط مجمع التحرير، يعبر فيها عن الثورة أو عن انتقاده لبعض ردود أفعال الحكومة، والتي رفضها الكثيرون ممن يرون أن تلك الحكومة لا تأتي لهم بحق الشهيد أو تحاول المماطلة أو كتم الأصوات وتكميمها مرة أخرى، تجد شعارات مرسومة على مجمع التحرير «للثورة ثوار يحمونها»، أو «ياللي إنت حبك حرية»، أو انتقادات للتباطؤ وعدم التحرك إلا تحت الضغط بالمليونيات التي يتم حشدها من المعتصمين في ميدان التحرير.
في واحدة من أحدث الرسومات الأرضية والتي قام برسمها أحد الفنانين، المتواجدين في الميدان، قام الفنان برسم وجه لشاب مسلسل، يكسر قيده صارخا، ومكتوب على جبهته «عيش.. حرية.. عدالة» ومعنون تحت اسم «صرخة الحرية»، قام الفنان برسمها وتخطيطها ثم ترك الأمر للشباب المتطوع لتلوين الوجه بشكل يبرز تفاصيل معاناته.
الفنان محمد عبد المحسن سنجر، كاتب وفنان تشكيلي وشاعر، تخرج في كلية الفنون الجميلة، يقول عن رسمه للوحة «صرخة الحرية»: «لقد وجدتها فرصة لعمل عمل فني يمثل ثورة المصريين، فالميدان ملك لنا، للشعب وليس لأحد غيرنا»، ويكمل: «ذلك ثالث عمل لي على أرض الميدان.. ينتقد آداء الحكومة، واحدة مكتوب على أحدها (مرة كان فيه ثورة خدها (الغفير) وطار)، وأخرى رسمتها على هيئة عروسة الأراجوز، وكتبت تحتها جزءاً من قصيدة لي تسمى الأراجوز، أقول فيها: (الأراجوز واخد على خاطره، الأراجوز مكتوبله كلام.. الأراجوز مافي حاجه في ايده.. الأراجوز ياكل وينام)».
ترى الشباب المنهمك في تلوين اللوحة يوشك على الانتهاء، فيتركك مستأذنا بأدب ليضع لمساته الأخيرة، ليتم تصويرها من القنوات الفضائية،لإيصال رسالة مهمة، وهي أن الشعب لن يصمت بعد الآن، ولن يقدر أحد على تكميم أفواهه مجددا.