محمود عبد الكريم محمود عبد الكريم

القمم أنواع

تتنوع القمم بتنوع التضاريس، فهناك قمة ايفريست، وهناك مثلاً قمة كليمنجارو وقمة جبال روكي، وقمة جبل الشيخ، وقمة صنين، وهنالك قمة صخرية وقمة جيرية، وقمة يغلفها الضباب وأخرى يكللها العشب ..

ورأس الرمح هو قمة، ورأس السيف قمة. فإذا ما جلس عليه أحد ما فقدت " قمته "اسمها وصارت " خازوق" لهذا فإن تأثير "القمم " والآلام أو الآمال "المبرحة"التي يعقدها شخص أو مجموعة ما على "قمة ما" بحسب موقعه في القمة " ولكي لا نتوه عن واقع الحال فإن الحديث يعود بنا إلى "قمة انشاص" بآمالها العراض .. إلى قمة الخرطوم بلاءاتها الكبار .. إلى قمة "بغداد" اليعربية التي قادها يومها الرئيس صدام حسين رفضاً لقمة كامب ديفيد الساداتية الإسرائيلية، وتجرنا القمم أو نجرها حتى نصل إلى قمة الرياض، والرياض من لا يعرفها واحة نخيل في صحراء نجد .. كانت عامرة بالنخيل ... وهي قرب" منفوخة" قرية الشاعر الجاهلي الأعشى، وقد دارت عليها الأيام حتى صارت عاصمة آل سعود فترامت أطرافها وتهفهفت قصورها .. بعد أن صارت كل الجزيرة العربية .. جزيرة كليب وائل وعنترة وطرفة وعروة وقيس بن ساعدة، وورقة بن نوفل والقعقاع، وضرار وحسان وعلي ومعاوية وصقر قريش وخال بن الوليد والصحابة الأجلاء والقادة العظام والشهداء الخالدين وسادة الدنيا في قريش .. كلهم عن بكرة أبيهم صاروا مضطرين لحمل جنسية آل سعود "وهذه" قمة القمم" واحذروا أي قمة عن حال الأمة ، وهي وحدها "غمة ما بعدها غمة ". " انتهى المعترض التاريخي"

- أما الجغرافي من حائل على تخوم الشام إلى تبوك " إلى نجد"

 الفرسان والشعراء والعشاق العذريين وعمرو بن كلثوم وامرئ القيس .. إلى حجاز "الرسالة المحمدية الفصيحة " إلى نجران الشهداء و أبها وعسير " إلى تهامة والربع الخالي " حتى كل هذا السراج اللامتناهي من الرمال والجبال والواحات والشطآن... اضطرت "كسراً عن رأسها" وبالسيف الثقيل المشحوذ في "لندن"أن تحمل وهي تبكي دماً "جنسية آل سعود"الذين يقولون أنهم من "عنترة"ثم من "ربيعة" ثم من"بكر بن وائل"ثم من"همام شقيق جساس قاتل كليب"ولا أحد يدري صحة هذا النسب .. وعلى الأقل لو سموها "ديار ربيعة" لكان لها قليل من الحياء أمام التاريخ ... وعلى هذا درجت عادة"سادة القمة" فمصر مبارك" وأردن الحسين ... وهلم جراً ... انتهت مقدمة الجغرافية ، وأخيراً انعقدت القمة ــ قمة الرياض التي لا يوجد فيها أي "قمة" اللهم إلا قمم القصائد البديعة "لمجنون ليلى" وامرئ القيس وعمرو بن كلثوم وطرفة " ولكن هذه القمة سبقها تفصيل صغير جداً ... فقبلها انعقدت "قمة" بضم الواو وألف وميم أسقطناها عمداً "لبس " الفرسان عباءاتهم وتمنطقوا خناجرهم " وحمل كل واحد منهم وردة حمراء وذهبوا إلى أسوان" وهناك كانت القمة الحقيقية فجلسوا وأسبلوا أياديهم وأحنوا رؤوسهم.. بلطف شديد ورقةٍ متناهية واستمعوا بإنصات شديد وتصاغروا... وتضاءلوا... وكان كلامهم همساً.. في المقابل"كانت الآنسة كوندليزا" تسلمهم ظرفاً مختوماً وتقول لهم: نحن في قمة أسوان ... وفي هذا الظرف مقررات قمة الرياض. فاشربوا قهوتكم وانصرفوا ... فالقمة لا تستحق من كوندي أكثر من بضع دقائق يتسلمون خلالها التعليمات ليبلغوها لملوكهم ورؤسائهم وأمرائهم...

- ... بين"قمة" أسوان..." على ضفاف السد العالي.. الذي بناه"ناصر العرب" جلست كوندي" شامتة حاقدة لدودة.. فأبلغتهم مقررات "قمة الرياض" وعاد الأشاوس حاملين كلمة السر" نعم لكل ما يريح إسرائيل وأمريكا... نعم لكل ما يغيظ العرب، ويقهرهم ويسخر بهم ... " " قمة" بلا طعم بلا لون بلا رائحة.. قمة العباءة والخنجر "قمة" في المكان الذي اختصرنا ترنح كل عظماء العرب "إلى آل سعود" لهذا قلنا منذ البداية إن القمم أنواع.... وإذا كان رأس القمة حاداً مدبباً قاسياً "فهو خازوق" ترى أين سيجلس الرعايا العرب في هذه القمة...؟؟!

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:37