الشعر سوء تفاهم مع العالم
ما أعرفه أن الشّعر لم يكن يوماً ديناصوراً، بمعنى أنه لم يحكم العالم مرة على الإطلاق.
ولكن ما هو أكيد أيضاً أن الشعر يملك معناه التاريخي، ففي كل حقبة تاريخية يمتلك معناه الخاص، ووصفته السحرية. وأما الآلة التكنولوجية الحديثة، فما من شك أنها ستترك آثارها المرعبة على العملية الشعرية، وعلى الوعي الشعري.فالآلة ـ هذه المرة ـ ستربك الشعر و تصعقه، وربّما تتركه جثة هامدة بلا ندم. وإذا ما تمكن الروبوت من كتابة القصيدة ـ عمّا قليل ـ فإن الإنسان سوف يقطن في الفناء الخلفي للنظريات والإيديولوجيات!!..
إن مجرد طرح السؤال يدل بشكل فاقع على المشكلة الباهظة، وإن الإجابة في مثل هذه الحالات ليست أكثر من ترميم للذات والقيم والسياقات النظرية التي ناضل الإنسان من أجلها طويلاً.
ما هو أخطر: التكنولوجيا ـ وتحديداً وسائل الاتصال ـ تضع العالم بين يديك أكثر مما يفعل الشعر، ولذلك فإن الشعر ـ الآن ـ هو ما يجعلني أشعر بالندم!!..
ما مستقبل الشاعر؟! سؤال فائض حتى الغثيان، إنه لن يصبح أبداً رئيس جمهورية عربية وحتى لو كان الشعر ـ تاريخياً ـ ديوان العرب. يا إلهي كم أغبط الشاعر السنغالي «سنقور» الذي أصبح رئيساً.
■ طارق عبد الواحد