بحثاً عن عزاء
أعتقد أنّ السؤال عن مستقبل الشعر يتضمن مدخلاً أميناً إلى نظام السوق الاجتماعي، فكما يبحث التاجر أو المستثمر عن مستقبل لبضاعته، على الشاعر أن يبحث عن مستقبل لقصيدته، وهذا ما لم يكن مطروحاً أبداً أمام الشاعر.
أظن أن هيدغر عندما تحدث عن إمكانية سكنى العالم شعرياً، كان يقصد عالماً آخر، عالماً لن يأتي فيه شاعر، قد بدأ للتو عن مستقبل الشعر، لأنّ السؤال الأول، برأيي، سيتعلق بجميع الذين بدؤوا بكتابة الشعر، فهم بالتأكيد يريدون أن يطمئنوا على مستقبلهم.
أقول، بصراحة، لقد ماتت إمكانية سكنى العالم شعرياً. عليكم أن تذهبوا إلى عالم آخر لتبحثوا عن سكنى أخرى لكم. الشعر لم يعد ديواناً لأحد، بل أصبح تكية لكل الذين يروجون للجمال الداخلي، وهم يسكنون الحارات العشوائية.
أما ما يخص صورة الشعر، فنحن نرى تلك الكاميرا الديجتال التي تحكم صورة كل شيء، أعتقد أنّ الشاعر مايزال يرى العالم عبر الكاميرا العادية، التي مهما حاولت تزيينها فهي ستظهر بالأبيض والأسود، الشاعر الآن يشبه دراكولا في ما يخص ظله، أنظر إلى المرآة فلن ترى ظلاً لشاعر.
■ أحمد تيناوي