يوميات مسطول .. تشليح
يحتاج الصناعي الألماني إلى هز أكتاف وخبرة ورأس مال، وسنوات طويلة قد تمتد العمر كله، لكي يصبح مليارديراً. لكن عندنا ما شاء الله بيصير الزلمة مليادرير بدون أية خبرة أو معرفة أو ذكاء. اللهم لا حسد من عيني وعين الأعداء الفقراء.
شوفوا كيف الشطارة نشأت عندنا، أثناء التصدير إلى بعض الدول الشرقية، افتتحت معامل ألبسة وأحذية مختصة بالتصدير، وبلع السوق خمسة فقط من رجال الأعمال المرتزقة، وحصروا التصدير فيهم، وفرضوا على هذه المعامل إنتاج بضاعة «زبالة» وبسعر رخيص، فقامت هذه الصناعات بالإنتاج المؤتمت الحديث والمتطور جداً، معامل الأحذية عبارة عن «كندرجية» آلاتهم سكين وقالب، ومعامل الألبسة خياطين معهم يادوب ماكينة درز، يعني بدك تقول أحدث تكنولوجيا، وعلى إنتاج....
وما ظل بالشمال عاطل عن العمل، بيروح العامل الزراعي إلى حلب، فوراً بيصير مصمم أزياء أو صانع أحذية، بليلة ما فيها ضوء قمر. وعلى تصدير....
غرقت كثير من الدول الشرقية بنخبة بضائع سورية، واللي اشترى البضاعة بيوجع القلب. بتشتري البنت الكندرة، وبتلبسها بالبيت، وبتطلع مبسوطة، وعم تتمشى وتجاكر بنت الجيران، هوب بم، بتفلع الكندرة، وبيصير سفلها بالشارع والصبية ماشية حافية، لابسة الكندرة من فوق بس، بعدين صارت الموضة أنو الصبية تحمل معها بدل الجزدان علبة كندرجي، بتشوف الصبية كل خمسة كيلو مترات عالعداد بتشيل العدة وبتلزق الكندرة الصبر ياالله.
المطاعم ما عادت تستقبل أي إنسان لا بس قميص سوري! شو القصة؟! ياسيدي إذا دخل المطعم وجلس بيلزق ظهر القميص على مسند الكرسي وما عاد يطلع، والكرسي بيخرب، والمواطن بيطلع من المطعم لابس القميص من قدام تحفة وجمال وتفصيل، ومن وراء ظهره عاري، أي والله، يعني البضاعة ديكور بس، ليست للاستخدام، شرشحة وقلة ضمير مو بس جهل.
طيب، الأجانب ما عادوا اشتروا، بتوصل البضاعة للمخازن وما عاد تشوف ضوء الشمس. عندكم حل؟!
طبعاً في حل!! الأبطال الخمسة الذين هلق من كبار الرأسماليين في سورية، لاقوا حل بيقول للشيطان قوم لأقعد محلك. والحل هو: طالما البضاعة تخرب بالمخازن ومافي مين يشتريها، ليش التعب، صار (الصناعيون) يصدروا هواء حاف! تشحن الحاوية فارغة تماماً، وتسجل الدوائر الرسمية أنه يوجد فيها بضاعة، ويقبض الصناعي عملة من البنك ما حدا بيعرف منين محولة إلو!!! أكيد في عملية غسيل أموال!!
شفتوا الصناعة؟! كنت عم قول لحالي: ياولد اقترح تسليمهم الاقتصاد كله منشان نهضة الصناعة، بس رجعت قلت لحالي: الدردري كافي ووافي، سلَّمهم كل شي!!