صفر بالسلوك كيف بتحب الدَّم معلِّم؟!
المزاج سيئ جداً، أبحث في نفسي لأتعرف عليه، وأكتبُ محاولاً أن يكون الدم خفيفاً كي نضحك معاً، لكن المزاج سيء، وهذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن الضحك، فهناك من يمكنه أن يضحكنا أيضاً دون أن يكون بمزاج رايق، ويمكنه أن يكون ساخراً ودمه خفيف واسم الله عليه. لكن مع ذلك فالمزاج سيء، يمكن لأنو الويسكي مضروب، والبيرة البردى عم بتدبّق عالإيد،
ويمكن لأنو العرق صار يجي لحاله، بدون مازة، لأنو المازة صارت غالية والزبون رخيص، بس عن جد المزاج مضروب، والمشوار مضروب، والهموم مضروبة بس بألف، والجروح مضروبة بألف وألفين، ونضرب وأضرب وتضرب على هالعيشة، عيشة ما بتشهّي على مسك القلم، يمكن لأنو ما عاد في أوراق بيضاء، كل الأوراق مشخبط عليها، ومجلغصة ومليانة وما في محل تحط قلمك، والمزاج تعبان يا معلِّم، والدم مو بالضرورة يكون خفيف، يعني إذا كان الدم رخيصاً فهذا لا يعني أن يكون خفيفاً، والدم الآن رخيص بكل أنحاء العالم، بس عنا أرخص الشي، بالعراق يا بلاش.. أوكازيون، وبفلسطين مو بس رخيص.. لأ وعادي كمان، ما عاد في دم من النوع الممتاز، بدليل انو كل الدم اللي عم نشوفه ما حدا عم يحكي بأمره، وما حدا عم يبكي مشانه، دم الفلسطيني اللي صار بده علاج، ليش وكيف ومين وشو اللي عم بيصير؟!.. ليش شو كنت مفكر رح يصير، شو كنت مفكر من أول لحظة فتَّحت فيها عينيك على قضية ما كان حدا من أولي الألباب يلاقي لها الحل الشافي والوافي والكافي والكاوي والناوي على مستقبل لها الأمة اللي قاعدة عم تنتظر بحجة الأمل، بس يا ترى في أمل؟!
وشو بدي احكي إذا كل الحكي صار عم ينعاد وما عاد في شي جديد، وكأننا ننتظر عدونا اللي ما بيتسماش أن يبتكر طرقاً جديدة لقتلنا كي نحتج بطريقة جديدة، وكأن الحق لم يعد علينا، بل أصبح على العدو اللي ما بيتسماش اللي عم بيكرر نفسه من خمسين سنة، مما اضطرنا إلى تكرار وتكرير وفلترة الاحتجاج، والله المزاج سيئ أيها العدو الفظيع، والله صار بدنا شي جديد، ملينا من الجرائم نفسها، وطرق القتل ذاتها، شو ما في عندك جديد؟!!
وفي النهاية إنا لله وإنا إليه لراجعون، كما يريد لنا طويلو العمر أن نقول، ففي تسليم أمرنا لله قطع لدابر الفتنة، لكن أية فتنة، فتنة صرف الأموال على طاولات الروليت، ورمي الأوراق النقدية في فضاءات لاس فيغاس، والقبول بالأمر الواقع، وألف سلام وسلام وألف ليرة محروقة لعيون فلسطين وأهالي فلسطين وكل شي مرق بفلسطين وكل مين جاء من فلسطين وشوباش يا فلسطين، بس يا حبايبي يا طويلي العمر نسيت أن أسألكم: كيف بتحبوه للدم .. خفيف.. تقيل.. سميك.. مريق.. والا رخيص؟!!! يا خوفي انو أنتم والعدو اللي ما بيتسماش تستثقلوا دمنا الذي يجري على الطرقات، يا خوفي!!