في بيتنا أرنولد
كيفما أدرت وجهك، وأنت تقلب القنوات التلفزيونية، تجد قبالتك أرنولد أو فاندام، وغيرهم من أبطال الأكشن الأمريكيين، الذين يمتازون بالمهارة الشديدة، والقوة الجسدية، وبالبديهة السريعة، وحسن التصرف، وخصوصاً في المواقف الصعبة، وكذلك بمسدساتهم وبنادقهم السريعة الطلقات التي لا تفرغ أبداً.
أما أخطر هذه القضايا فتتمثل في النصر المؤزر الذي يحققه هؤلاء (الأبطال) على خصومهم باستمرار لو كانوا أفراداً وحيدين مقابل كتيبة، وربما جيش من الأعداء.
الغاية معروفة من إنتاج مثل هذه الأفلام، فعدا جانبها التجاري، ثمة محاولات مستمرة لتعزيز الإحساس الفردي لدى الإنسان المعاصر، لاسيما وإن وسائل الترويج التقني تسرّع في انتشار مثل هذه الفكرة خصوصاً بين مجتمعات العالم المتخلف، ما هو فاضح في الأمر أن قنوات معروفة، تبث بالعربية MBC تساهم في هذا الترويج فقط، بل تسمح أيضاً بعرض أفلام تظهر العرب أشراراً أو إرهابيين، أو سذجاً، كما فعل تشاك نوريس عندما حضر إلى بيروت (في الفيلم) كي يحرر الرهائن الأمريكيين من جماعة إرهابية فلسطينية، كما يبدو عليها من ملابسها وأسلحتها ولهجتها..؟ الغريب أن MBC نفسها صاحبة إحدى أشهر قنوات الأطفال وأكثرها شعبية.
ليس العرب وحدهم هم ضحايا السينما الأمريكية، فالآسيويون الآخرون، والصينيون واليابانيون هم مادة للتشهير أيضاً، فهم دائماً تجار مخدرات أو رقيق أو زعماء عصابات.
وهكذا يتم تفضيل الرجل الأبيض (الذي أباد الهنود الحمر) كمحرر ومخلص للشعوب الأخرى من الإرهاب والجريمة والمخدرات.
أرنولد وفاندام وغيرهم لا يغزون عقول أطفالنا فقط، إنهم يعيشون معنا في بيوتنا.. ويقاسموننا أسرتنا وغرف نومنا..!