لقمان ديريكي لقمان ديريكي

صفر بالسلوك بونات

كتَّر خير الله وخيركم يا حكومتنا الرشيدة، صار في عنا بونات للمازوت، والبونات يا حبيبي هي رسالة لك يا أخي الأندبوري أن الحكومة لن تتركك وحيداً، فبالإضافة لأولادك العشرة اللي مالئين حياتك وحياتنا بالسرور والحبور، فقد خصصت لك الحكومة دعماً سمته البونات أو الكوبونات كي تأخذ حقك من المازوت الغالي الذي لولا حكومتنا الكريمة ما كنت لتحصل عليه ولو في أحلامك الزمهريرية الشتوية، وطمعاً منكَ أيها المواطن الأندبوري العايف التنكة ستطلب من الحكومة أن تكمل معروفها بطريقها اسمها لابسة ولابسة، ورايحة ورايحة، ودافعة ودافعة، ستطلب أن تدعم لك الرز بطريقها والسمنة بطريقها والبندورة الأمّورة بطريقها حاكم صرنا نخجل نقول لبياع الفلافل المحترم ( كتّرلنا البندورة زكاتك) لأنه سيرمقك بتلك النظرة القوية والغاضبة والمستغربة فتفهم من دون كلام، وتصبح شوية بندورة من عالم الأحلام.

نريد بونات للخضار بشكل عام، مع رجاء اعتبار الليمون من الخضار، أما بالنسبة للفواكه فما في داعي، فهي مسألة ترفيهية بحتة لا علاقة لها بأسنان وعظام الأولاد، وما بائعها إلا مبروظ ابن برواظ، وما حاملها إلا محدث نعمة ابن شفَّاط، وما آكلها إلا ابن ح..لال، يا حلال على هالحالة، بدنا بونات للكهرباء..ولا نريدها للمياه، الحمد لله ما زالت حبّابة وآدمية المياه، وبدنا بونات للتكاسي والمكاري والتماري، بونات للمناسف، بونات للعزايم، ما عاد عملنا عزايم، وما عاد طلوا علينا الحبايب، لأنو الطلة صارت بكفرة، والغلطة جلطة، ودخلة الحبايب لبيتك صار بدها هديك الحسبة من الليرات، صار بدنا بونات للصداقة يا اولاد الحلال، بونات للمرحبا وصباح الخير، ما عاد حدا رمى علينا السلام، صار بدنا بونات للكلام.

بدنا بونات للزواج، وحطة راسين على مخدة بالحلال، يا حلال على القصة، صار بدنا بونات للإقامة، وبونات للولادة، وبونات للمستشفيات، بونات للمدارس، وبونات للجامعات، وبونات لأساتذة الجامعات لتصليح العلامات، صار بدنا بونات للبدل، وبونات للسفر، وبونات للحنين إلى الوطن، وبونات لعناء السفر الذي تجشمناه.

وحتى النَفَس اختنق، وفوق الشام عم يلعب التلوث سحابات سحابات، وصار الهوا النضيف غير متوفر غير بالمصايف والمنتجعات، وهي الأخيرة بدها بونات، صار بدنا بونات للهوا، وبونات لشم الهوا، حتى لأكل الهوا والعلاك صار بدها بونات.

بدنا لدفاتر الأولاد والأقلام.. بس ما بدنا بونات للكتاب، انشالله عمره ما حدا يقرا برات المنهاج، لأن القراءة سبب رئيسي للفهم والوعي وكافة أنواع الحس والإدراك بعيد عنكم يا شباب، بدنا بونات للأعراس، وبونات للجنازات والنعوات وتلات ايام العزاء، ولا عزاء سوى بالبونات، بدنا بونات للحياة. ولا حياة لمن تنادي، يا فؤادي... لا تَسلْ أين الهوى..... فقد أكلناه!!.