صفر بالسلوك حرية وبس
كنت بالتمرين بنادي الحرية بحلب، قام أجت وحدة معجبة فيني، قلت لحالي باخدها لأشوفها ببيت أبو رمضون، عملت دوش ولبست بيجامة الرياضة الأديداس وحكيت تليفون مع أبو رمضون مشان يفضي لي بيته، قال لي «عم أستناك». وهادا أبو رمضون بيته ببستان القصر وهي حارة شعبية فيها اولاد أكتر من اولاد البرازيل، نزلنا من التاكسي راس الشارع ومشينا ع بيت أبو رمضون بأمان الله، كل شي تمام والأمور عال العال، الحارة فاضية وما في حدا من الجيران ع الشباك أو ع البلكون، وفجأة شافني ولد صغير وعرفني «مو أنت علوش لاعب المنتخب وفريق الحرية؟»، انبسطت وهزيت له براسي وأنا عم أتطلّع بطرف عيني على صاحبتي بفخر واعتزاز على قولة المتنبي.
وما طوّل هالفخر والإعتزاز أكتر من دقيقة، ستين ولد صاروا وراي وهنن عم بيصيحوا «حرية.. حرية».. حييتهم بإيدي متل اللاعبين الأجانب وشديت البنت من إيدها وأنا وعم بقلها «لا تطلَّعي وراكِ.. أسرعي شوي»، الستين صاروا مية وعشرين.. دوبلوا بلحظة وصاروا يصيحوا «علوشة علوشة.. حرية حرية». شدينا.. قام شدوا ورانا.. العمى.. فضيحة.. الناس صارت ع الشبابيك «موهاد علوش لاعب المنتخب؟»، والاولاد عم يكتروا، تطلعت فيهم وشفت زعيمهم قلت له «تعا لعندي» أجا مبسوط، قلت له «أنت مبين عليك كبير وفهمان.. رجّعهم»، قام صار يبهدلهم ويقول لهم «ارجعوا لورا يا شباب» بس شفته عم يغمزهم، مسكت إيد البنت وركضنا.. ركضوا ورانا، وصلنا على مدخل البناية، قلت لها للبنت «اطلعي للطابق الرابع وأنا لاحقك». طلعتْ البنت وصرت أضرب الاولاد بالحجر مشان يرجعوا وكانوا عم بيشجعوني «طيبة علوش.. حلوة معلم»، ولمّا رجعوا شوي لورا فتت ع البناية وطلعت متل الصاروخ ع الطابق الرابع، قعدنا أنا وأبو رمضون والبنت، وبعدين فتنا على غرفة لحالنا، مسكتها للبنت من إيدها وابتسمت لها وأنا وعم أقول «شعبيتي كبيرة» قالت لي «أنت سوبر ستار». مسكتها من إيدها التانية بس كنا عم نرجف تنيناتنا وكنت عم أتخيل شي فاعل خير عم يخبر الأخلاقية مشان يمسكونا بالجرم المشهود، قام صرت أرجف أكتر، بعدين صرت أشجع نفسي وقلت لحالي «لأ يا علي.. هدول جمهورك وبيحبوك.. مستحيل يخبروا عليك»، وحاولت أبوسها بس ما قدرت لأني قلت لحالي كمان «بس ممكن يخبّر علي واحد من جمهور الاتحاد»، وصارت شفايفي ترجف كمان، عانقتها للبنت متل ما بيساووا بالأفلام قام حسيت بجسمها كله عم يرجف.. صرت ألعب بشعرها، رفعت لها راسها وتطلعت فيها نظرة رومانسية قام طلع صوت من تحت «حرية حرية.. حرية وبس والباقي خس»، قام وقفنا وأنا عم أتخيل دورية الأخلاقية وهنن عم يدقوا الباب ويسحبونا ع الفرع.. يالطيف. فتحت الشباك قام شفت منظر عجيب.. الجمهور صار جمهورين.. جماعة عرباوية.. يعني حرية وهنن حاملين أعلام خضر وجماعة أكتر أهلاوية.. يعني إتحاد وعلقت بيناتهم.. ياسلام، وتخيلت الشرطة جاية تشوف الموضوع.. وطبعاً رح يعرفوا السبب.. والنتيجة بالمخفر أنا والبنت، قلبي صار يدق والبنت صارت تتلون.. شي يصير لونها أحمر متل فريق الاتحاد.. وشي أخضر متل فريق الحرية.. من الرعبة. سكّرت الشباك وقلت لحالي «طز فيهم.. العمى»، قام سمعت صوت زمور الشرطة، صار لون البنت أصفر متل فريق البرازيل. فتحت الشباك لاقيت الشارع فاضي، كل الاولاد هربوا وتخبّوا، طلعوا الشرطة بالسيارة وراحوا وهنن عم يزمروا، صارت الساعة12 بالليل.. هدوء.. ولا صوت.. ولا حركة..
تعانقنا من جديد.. وكنا عم نرجف تنيناتنا.. لا حياة لمن تنادي.. العمى.. والبنت جسمها بارد متل فريق ألمانيا.. نزلنا ع الدرج، ونحنا نازلين لقينا أولاد نايمين ع الدرج.. عم ينتظروني.. كل درجة عليها ولدين، وكل واحد نايم على كتف التاني.. نزلنا من بيناتهم.. أربع طوابق.. على مهلنا مشان ما يفيقوا..
وصلنا على باب البناية.. كان الشارع فاضي.. مسكت البنت من إيدها.. ضحكنا.. كانت حلوة كتير.. قلت لها «بحبِّكْ».. ضحكِتْ.. مشينا بالشارع وكانوا بقية الاولاد نايمين بجنب بعض ع الرصيف.. ياإلهي.. بصراحة.. كانوا أحلى اولاد شفتهم بحياتي.