لا تكفر.. أرجوك!
قليلةٌ هي المرّات التي التقيتُ فيها بإنسان لا يحبُّ الاستماعَ إلى فيروز، إلا أنَّ هذه المرات، رغمَ قلّتها، كافيةٌ لتصيبني بانقباض إنسانيّ غريب الشكل، أجهل وصفه، فكيف يمكن للإنسان أن يعيش آدميته دون فيروز؟!.
تسلقت أرواحنا منذ الصغر على حفيف غنائها، فنمت أحلامنا وترعرعت على تموجات الـ«أوف» حين أطلقت لها العنان، وتمايلت أصداء غربتنا مع الـ«ياليل» التي سكبتها في مسامات سمعنا كخنجر وَرْد. وكدمشقي، إني أَدينُ لفيروز بالكثير، فهي التي أعطتني صفصافةً أسند رأسي إليها حين أرقب خطى الفتيات الذاهبات صباحاً لملء الجرار، وهي أعطتني سماءً تترنح فيها النجوم على كتف القمر، ومنحتني فوق ذلك مدى سحرياً لأجيل بصري فيه كل صباح. أنا الدمشقي الذي نثرت فيروز بين يديه عنقوداً من الضيع الصغيرة، وأعطته عرساً يجول الشرايين عشقاً، فأحسَّ العشق فيروزياً وسمّاه باسمها. فكيف يجرؤ أحدٌ أن يغالط الطبيعة، ويرتكب اعترافاً لا يليق بإنسان، كيف يستطيع شخصٌ حيٌّ ألا يحب فيروز؟! إننا مفطورون على حب الآلهة وعشق فيروز..
فلا تكفر يا صديقي.. أرجوك!.